فلسطين أون لاين

حماس بالضفة.. (السلطة والاحتلال) فشلا في كبح المقاومة

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ خضر عبد العال:

مع مرور 31 عامًا على انطلاقتها، أثبتت حركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية المحتلة أنها أكثر قوةً وصلابةً وإصرارًا على تحقيق أهدافها في تحرير فلسطين ودحر الاحتلال الإسرائيلي، متجاوزةً الملاحقات المزدوجة من السلطة والاحتلال.

وأبدع عناصر من الحركة بالضفة الغربية في احتفالهم بذكرى الانطلاقة على طريقتهم الخاصة، فالشهيد صالح البرغوثي من رام الله، زغردت رصاصات سلاحه في 9 ديسمبر/ كانون الأول الجاري أمام مستوطنة "عوفرا" ليصيب تسعة مستوطنين، قبل أن تغتاله رصاصات وحدة "يمام" الإسرائيلية الخاصة الأربعاء الفائت.

ومن قبله، الشهيد أشرف نعالوة من طولكرم، الذي نفذ عملية إطلاق نار في مستوطنة "بركان" قرب سلفيت، قتل على إثرها مستوطنين اثنين وأصيب آخر، وبعد 65 يومًا استطاع الاحتلال اغتياله في أحد منازل مدينة نابلس فجر الخميس الفائت.

ولم تمض بضع ساعات على اغتيال أبناء حماس في رام الله ونابلس، حتى نفذ مقاومون عملية إطلاق نار بنفس طريقة عملية "عوفرا" تجاه محطة حافلات للمستوطنين على الطريق العام لبلدة سلواد شمال رام الله، ما أدى لمقتل جنديين وإصابة آخرين بجراح خطيرة، وانسحاب المنفذين.

مراحل متطورة

القيادي في حركة حماس حسن يوسف، يوضح أن حركته مرت بمراحل خلال طريقها إلى تحرير فلسطين، فبداياتها كانت متواضعة، حيث بدأت الفعاليات الأولى في أطراف المدن والقرى، وثم تطورت بقوة ليعمل نشطاؤها بقوة وثبات أكثر في مراكز المدن وأمام مرأى جنود الاحتلال.

وقال يوسف لصحيفة "فلسطين": "تطورت حماس، وأصدرت بيانها الأول في 15 ديسمبر/ كانون الأول 1987، وقاومت بخط الشعارات على الجدران، ثم بالحجارة والمقلاع ثم بالسكين، ثم المواجهات بالكمائن والأسلحة البدائية، ثم القنابل والرشاشات، ثم المتفجرات والعمليات الاستشهادية".

ويضيف: "واجهت الحركة في الضفة الغربية الكثير من المعيقات منذ النشأة وحتى الآن، لكنها بفضل الله تخطت كل هذه الصعاب، وبدأت ذلك بالإضرابات العامة، فكان أول إضراب فرضته الحركة وكان نجاحه باهرا في ذكرى إحراق المسجد الأقصى بتاريخ 21 أغسطس/ آب 1988، وكانت الأمور قد أخذت طباع التحدي لكل القوى التي كانت تحول دون نجاح الإضراب".

وتابع: "ثم كانت محطة الإبعاد إلى مرج الزهور، عقب أسر كتائب القسام الجندي نسيم توليدانو وقتله إثر رفض الاحتلال الإفراج عن الشيخ المؤسس أحمد ياسين، ظنًّا من الاحتلال أن الإبعاد سيكسر شوكة هذه الحركة وينهيها، ولكن انقلب السحر على الساحر، فالإبعاد تقدم بالحركة عشرات السنين إلى الأمام".

وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في 25 فبراير/ شباط 1994، تميزت حماس بالضفة في عملها المقاوم الذي اكتوى منه الاحتلال بشكل كبير، فكانت العمليات الاستشهادية التي تعززت أكثر في انتفاضة الأقصى عام 2000.

وأشار يوسف إلى أن حركته رغم ما عانته خلال تلك الفترة وما قبلها من الاعتقالات والملاحقة اليومية من الاحتلال والسلطة الفلسطينية، إلا أنها استثمرت أي مساحة منحت لها، آبيةً وجود ضمور في أركانها تحت أي ظرف كان.

ولفت إلى أن حركته الآن تعاني أكثر من أي وقت مضى من سياسة التنسيق الأمني الذي تمارسه السلطة مع الاحتلال، الأمر الذي أثر على مسيرة الحركة بشكل سلبي، فكان إغلاق مؤسساتها واستدعاءات عناصرها واعتقالهم.

وأكد أن الحركة رغم كل محاولات التشويش على عملها إلا أنها مستمرة وماضية في عطائها نحو أبناء شعبها بالدرجة الأولى، ودحر الاحتلال وطرده من الأرض الفلسطينية، مشيراً إلى عمليات كتائب القسام الجناح العسكري لحماس التي نفذها الشهيدان أشرف نعالوة وصالح البرغوثي.

وتمم يوسف حديثه بالقول: "حماس هي صمام الأمان لشعبنا الفلسطيني، فمنذ نشأتها كانت حركة تحررية من أجل حماية المشروع الفلسطيني كله، وردت الاعتبار للقضية الفلسطينية، وتسعى الآن جاهدة لتوحيد الجهد الفلسطيني لدحر الاحتلال من فلسطين".

التضحيات طريق التحرير

من ناحيته، أكد الأسير المحرر والمبعد إلى غزة إياد أبو فنونة، أن حماس مرت بمحطات خطيرة، أصعبها كان في بداياتها نظرًا لصعوبة ظروف العالم العربي والإسلامي والفلسطيني بشكل خاص.

وقال أبو فنونة لـ"فلسطين": "جاءت حماس من خلال عملها الجهادي والثوري المبني على أصول الإسلام، وبدأت ببساطة إمكانياتها، إلى أن فتح الله عليها".

وأوضح أن حماس مرت بكل مراحل الحركات الثورية، ابتداءً من انتفاضة الحجارة مرورًا بثورة السكاكين، ثم الأسلحة البدائية وتطورت إلى الأحزمة الناسفة على يد الشهيد المهندس يحيى عياش.

وأكد أن "حماس حركة تاريخية سطرت مواقف بطولية في تاريخ القضية الفلسطينية، وضحت تضحيات كبيرة من أجل فلسطين، فبالأمس القريب قدمت مجموعة من خيرة أبنائها في الضفة الغربية وهي على طريق ذات الشوكة مستمرة".

وشدد على أن حماس بتضحياتها ودماء شهدائها وقادتها تقدم دلالة واضحة أنها تخطو خطوات قوية لتصل نحو أهدافها، مؤكدًا أن "هذه التضحيات تزيدنا إصرارًا وقوة في تحقيق الأهداف الكبيرة بتحرير أرضنا وزوال الاحتلال".