فلسطين أون لاين

​رسائل اجتياح الدوريات الإسرائيلية وسط رام الله

أعاد اجتياح الدوريات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة لقلب مدينة رام الله، وعلى بعد عشرات الأمتار من مقر السلطة الفلسطينية، وما تخلله من تفتيش مهين للفلسطينيين، وإطلاق مكثف لقنابل الغاز التي دخلت رائحته شبابيك المقاطعة، حيث يوجد كبار رجال السلطة، أعاد للأذهان مشاهد عملية السور الواقي في الضفة الغربية.

في مثل هذه الأيام، وبالتزامن مع الاجتياح الأخير للقوات الإسرائيلية لمدينة رام الله، مر على تنفيذ الجيش الإسرائيلي لعملية "السور الواقي" ستة عشر عامًا، حين اجتاح مختلف مناطق الضفة، ولم يبقَ فيها حجر على حجر، حيث أعادت هذه الدبابات والمدرعات وناقلات الجند التي انتشرت بمختلف مناطق وأزقة وشوارع الضفة، التاريخ لما قبل عام 1994، حين تشكلت السلطة.

اليوم حين تعود القوات الإسرائيلية إلى قلب المناطق الفلسطينية بالضفة، خاصة عقب وقوع سلسلة من عمليات المقاومة في الأيام الأخيرة، فهي ترسل جملة رسائل سياسية وعسكرية، من أهمها:

  • رغم التقسيم الجغرافي والسياسي والإداري للضفة المحتلة بين مناطق: أ، ب، ج، فإن النظرة العسكرية الإسرائيلية لمختلف هذه المناطق أنها متساوية عند تنفيذ أي عمل ميداني أو نشاط عملياتي، فالأمن عند إسرائيل لا يقف عند حد، ولا يحول دونه حاجز أو اتفاق، وهذه رسالة سياسية.
  • ربما ينسحب الجمود السياسي الحاصل بين السلطة وإسرائيل منذ أربع سنوات، على التنسيق الأمني، صحيح أنه يقدم خدمات مشتركة لهما معًا، وأن دخول الجيش لمناطق "أ"، وعلى بعد أمتار من مقر المقاطعة، قد يسبقه اتصال سابق لإخلاء الطريق للقوات الغازية، ويا لخيبة الأمل، لكن ربما تتقدم إسرائيل خطوة للأمام، بعدم إشعار السلطة في مرات قادمة، وهذه رسالة عسكرية ميدانية.
  • ما زالت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مترددة بإعطاء تقدير نهائي حول خلفيات العمليات المسلحة الأخيرة، التي نفذها مقاومون فلسطينيون ضد أهداف عسكرية واستيطانية إسرائيلية، في كونها فردية أم منظمة، مما قد يزيد من وتيرة هذه الاجتياحات مستقبلًا في الضفة.. وهذه رسالة أمنية.

أخيرًا.. منذ بعد أن استقر الأمن في الضفة الغربية للجيش الإسرائيلي وأجهزته الأمنية، واشتد عود التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، لم تعد حاجة ماسة لدخول الجيش بدورياته العسكرية وقواته الراجلة لقلب مناطق "أ"، ولا ممارسة نشاطاته على مرأى ومسمع الفلسطينيين، ربما لأن هناك من يقوم بهذه المهام من جهة، ومن جهة أخرى يحافظ الجيش على ما تبقى من سيادة متوهمة للسلطة بالضفة، كي يقول للعالم أن هناك سلطة وأجهزة تمارس مهامها و"سيادتها" على مواطنيها.