غالباً ما يحدث حرجٌ كبير عند قدوم شخص ليجلس مع الجالسين، فهل يقوم أحدٌ ليجلسه مكانه؟ وماذا عن الجلوس في الطرقات ...؟ لو عدنا لآداب الإسلام واتبعناها لما أصابنا ولا أصاب الآخرين حرجٌ وإلى حضراتكم بعض هذه الآداب:
فهل يجوز أن يقيم أحدٌ أحداً ليجلس مكانه؟! قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) قال: "لا يُقيمنَّ أحدكم رجلاً من مجلسه ثم يجلس فيه ولكن توسعوا وتفسّحوا"، ولذلك كان ابن عُمر إذا قام له رجلٌ من مجلسه لم يجلس فيه.
يستثنى من ذلك: عودة الجالس الأول لمقعده، فقد جاء من حديث أبي هريرة (رضى الله عنه) أنه قال، قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "إذا قام أحدكم من مجلسٍ ثم رجع إليه فهو أحق به"، وكذلك المكان الخاص بالمدرس أو البائع فهم أحق بالعودة إلى أماكنهم.
وهل يجوز تخطي رقاب الناس ليجلس في الصفوف الأولى في المسجد؟! رأى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) رجلاً يتخطى رقاب الناس في صلاة الجمعة، فقال للرجل: "اجلس.. فقد آنيت وآذيت" يعني تأخرت وآذيت الناس.
وليس من حق أحد حجز مقعد في المسجد للصلاة، فالأحق بالصف الأول هو من يأتي مبكراً، وللأسف كثرت المقاعد في المساجد حتى أصبح يجلس عليها من ليس لديه ضرورة لذلك وخاصة في خطبة الجمعة!
وهل يجوز الجلوس وسط الحلقة؟ قال حُذيفة بن اليمان (رضي الله عنه) لعن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) من جلس وسط الحلقة"، وأما عن الجلوس بين اثنين، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "لا يحلُّ لرجلٍ أن يفرّق بين اثنين إلا بإذنهما".
وماذا عن المجلس الذي لا يذكر اسم الله (تعالى) فيه؟! قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله (تعالى) فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة"، فما بالكم بمجالس الغيبة والنميمة والإفساد؟ قال الله (تعالى): { لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}.
وأما عن الجلوس في الطرقات فقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم): "إياكم والجلوس في الطرقات"، فقالوا: "يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُد، نتحدث فيها"، فقال: "فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه"، قالوا: "وما حقه؟" قال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
ولا تنس أن تقول عندما تقوم من مجلس: "سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك".