شعاد السيد إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى قطاع غزة بعد غياب استمر قرابة خمسة أشهر، وبذلك فند كل ما قيل من إشاعات حول استقراره في الخارج وارتباط سفره بالانتخابات الداخلية لحركة حماس، أحببنا التذكير بهذا الأمر حتى يراجع كل شخص نفسه حول ما كتبه من معلومات مغلوطة على أنها مسلمات، ونحن هنا نقصد من اعتادوا إثارة الزوابع الداخلية ولا حاجة للمزيد من التوضيح؛ لأن ما يهمنا أكثر من الإشاعات هو مصالح شعبنا وكسر الجليد كمقدمة لكسر الحصار المضروب على قطاع غزة.
القيادي في حركة حماس د. إسماعيل رضوان, أكد أن قطاع غزة على أعتاب مرحلة جديدة بعد لقاء السيد إسماعيل هنية مع السلطات المصرية, وأن الحركة تسير في اتجاه صفحة جديدة قائمة على التفاهمات بين الطرفين, وأن الاتصالات بين حماس ومصر ستستمر وصولًا لإنهاء كافة الإشكاليات العالقة بما فيها مصلحة الشعبين.
ما صرح به د. إسماعيل رضوان وغيره من المطلعين على الشأن الداخلي في حركة حماس يؤكد أن جديدًا قد حدث، أي أن الحركة استطاعت كسر الجليد الذي فصل بين السلطات المصرية وحركة حماس، وهذا يعني أن حماس نجحت في إثبات كل ما قالته حول عدم تدخلها في شؤون مصر الداخلية بل وحرصها على الأمن المصري القومي وأن الحركة لا يمكن أن تكون سببًا بأي شكل من الأشكال في تهديده بل على العكس فقد جعلت حركة حماس قطاع غزة جانبًا آمنًا بالنسبة لمصر ولا ينطلق منه أي تهديد لأمنها.
ما يهمنا مما حققته حركة المقاومة الإسلامية حماس مع الجانب المصري هو التفاعل الإيجابي من كافة الفصائل الفلسطينية بحيث نطوي صفحة الانقسام لأنها تتعارض مع مصالح شعبنا، وكما رأينا فقد قدمت مصر مصلحة شعبها وأمنها على الحسابات السياسية الأخرى، فالتحالفات عادة ما تقوم على المصالح المشتركة وليس على المصالح الحزبية، وهذا ما يجب أن تتعلمه الفصائل الفلسطينية، ولقد جربت الأحزاب الانقسام والمناكفات السياسية فلم تكسب سوى استياء الناس لأن مصالحهم تعطلت، ولا بد لها الآن أن تنخرط مع حركة حماس في عملية فك الحصار عن قطاع غزة وإعادة الحياة إلى طبيعتها.