الخزي والعار خاتمة مستحقة لنيكي هيلي سفيرة أمريكا في الأمم المتحدة، التي تنهي مهامها نهاية هذا الشهر، حيث أرادت أن يكون لها السبق في إدانة المقاومة الفلسطينية كهدية لدولة الاحتلال (إسرائيل) إلا أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أسقطت مشروع القرار الأمريكي وردت كيدهم إلى نحورهم.
البعض لم يرق له الانتصار الذي حسب بالدرجة الأولى لحماس والمقاومة الفلسطينية، فقالوا إن المجتمع الدولي وقف ضد حماس حين صوتت 87 دولة مع القرار، وإن نظام أكثرية الثلثين هو الذي أنقذ حماس، ولكنني أرى أن ما حصل في الأمم المتحدة يؤكد حقائق كثيرة وينفي ضعف موقف المقاومة الفلسطينية.
عندما نجح تمرير القرار الإجرائي الذي ينص على وجوب حصول مشروع القرار الأمريكي على أكثرية الثلثين أدركت أن القرار الأمريكي سقط قبل التصويت، وعليه فإن كل من صوت لصالح قرار "الثلثين" كان يسعى لإفشال القرار الأمريكي دون تبعات.
ومن هذا المنطلق فإن الـ 87 دولة التي صوتت لاحقا مع القرار الأمريكي لم تكن كلها تسعى إلى إنجاحه، ولذلك هناك 7 دول صوتت لصالح القرار الأمريكي ولصالح قرار الثلثين، مثل اليابان والبرازيل، والأرجنتين، ولو أنها فعلت العكس بالنسبة لقرار الثلثين لنجح القرار الأمريكي بالأغلبية البسيطة، فضلا عن تصويت قرابة 13 دولة لصالح القرار الأمريكي مع الامتناع عن التصويت ضد قرار الثلثين مثل النرويج وسويسرا وصربيا، وهذه المجموعة أيضا كانت سببا في فشل أمريكا.
في المقابل صوتت جميع الدول العربية ضد القرار الأمريكي، ولكن في الحقيقة هناك دول تكره المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس، وتعلن ذلك على الملأ، وتتمنى لو أن البحر يبتلع غزة أكثر من رابين، ولكنها مع ذلك صوتت لصالح المقاومة، وهذا يؤكد حقيقة أخرى هي أن تلك الأنظمة ما زالت تخشى مخالفة توجهات شعوبها في قضية حساسة تتعلق بفلسطين ومقاومتها، وهذا أمر لا يمكن لأحد إنكاره، ومع ذلك فإننا نشكر من أعماقنا كل من ساهم في إسقاط القرار الأمريكي والانتصار للقضية الفلسطينية، كما أنه لا يجوز إنكار دور السلطة الإيجابي في إسقاط القرار.
خلاصة القول إن المقاومة حق مشروع حتى لو نجح القرار الأمريكي، وإن (إسرائيل) وأمريكا تعملان ضد حماس ليل نهار، وهذا يطهّر حماس من رجز صفقة القرن والاتهامات الباطلة، وإن الشعوب العربية والإسلامية هي العمق الحقيقي للمقاومة وصمود الشعب الفلسطيني.