لم تكن الرصاصات التي أطلقها جندي إسرائيلي على رأس الشاب المعاق محمد حبالي من الخلف إلا كشفا جديدا عن حقيقة هذا المحتل، اكتشف هذا الجيش العملاق بإمكاناته التكنولوجية الهائلة حقيقة هذا الشاب، أدوات الكشف لديهم تحيط بالانسان الفلسطيني من كل جانب وتنخّله تنخيلا، ليصبح مكشوفا بما يسر ويعلن وما يبطن وما يظهر، هم يعلنون دائما بأنهم لا يخطئون مرماهم، ولديهم أسلحة ذكية ومجسات توصلهم الى هدفهم المنشود، يلتقطون الاشارات الدقيقة ويتحسّسون علامات الارهاب، ضليعون في إلقاء القبض على كل ما يدل على أنه ارهابي مخرب! فتتوجه رصاصاتهم إلى صدره لتضع حدا لشر مستطير وارهابي خطير ..
التقطت معاملهم الذكية أن محمد حبالي لديه مصنع لتخصيب اليورانيوم، ومن خلال لاقط اشارات القدرات العقلية فقد اكتشفوا أن لدى محمد قدرات عقلية خارقة تصل إلى درجة القدرة على تخصيب اليورانيوم ومن ثم القدرة على تصنيع قنبلة نووية، اذا هم على أبواب حرب نووية، وهم على وشك توازن رعب من شأنه أن يحد من وظائف ترسانتهم النووية في المنطقة، وصلوا إلى أن قدراتهم على الردع في خطر داهم وشيك، وأن القدرات الذهنية لمحمد حبالي ستضع حدا لهذا الردع الاسرائيلي المتفوق في المنطقة.
ولأن على الجيش الاسرائيلي أن يبقى دائما صاحب اليد الطولى ومالك زمام المبادرة وافشال الارهاب في مرحلة التخطيط وقبل الشروع بالتنفيذ، لذلك سارع باقتحام ليلي لطولكرم وسابق الزمن في الوصول إلى الهدف في مكمنه، لا بد من الوصول إلى محمد الحبالي حيث يبيت، ولأنه لا مبات له ولا بيت، منتشر مشرد في شوارع طولكرم، فمهمة الوصول إليه لا بد لها من قوة مزمجرة كبيرة، لم يعِها البحث عن محمد، وجدته حيث يبيت وفي زحمة غشاوة الليل وتزاحم النهار، وفي نهاية ليلة باهرة تضوعت الشمس طويلا في مضجعها قبل نهوضها، في تلك اللحظة وهم عباقرة استغلال اللحظة كان لهم الوصول إلى الهدف المرسوم، وصلوا القدرات العقلية المبتكرة والمخططة والمشرفة على تخصيب اليورانيوم وفق ما التقطته مجساتهم الحرارية المعبقرة، وصلوا إلى محمد وعقله ملتهب في البحث عن فطور شهي تخصب فيه حبتان من الفلافل ورغيف خبز ليتشكل عنده ما يتوهمون، أليس هذا تخصيب يدل على قدرات ذكية خارقة .. هكذا كشفت مجساتهم الذكية المذهلة!!
ودقت ساعة الصفر، تحرك الجندي الالكتروني ليجرب فذاذة شجاعته، صوب على القلب والعقل المدبر، ضرب بجنون العقل الصهيوني المتغطرس جنون اليورانيوم الفلسطيني في عقر داره، كادت الشمس وهي ترمق ما يحدث أن تعتصم في مكانها وتبقي الأرض في ظلامها، ولكن لا بد من كشف حقيقة هذه الغطرسة، تململ النهار طويلا قبل أن ينهض ولكنه على وقع هذه الرصاصات وجد نفسه قائما، راكضا يلاحق هروب الليل وهروب مجنزراتهم.
أصابوا هدفهم باحتراف، كشفوا حقيقتهم بجنون، رقصوا رقصة الديك الذبوح فهم يذبحون معاقا مشردا لا حول له ولا قوة سوى ما قد يسد جوعه صباحا، فلا فلتان يخصب بهما رغيف خبز ..
الشهيد محمد حبالي قضية قائمة بذاتها فهل من يتابع .. أين وكيف؟ الكل يعرف ..