فلسطين أون لاين

​عام على إعلان "نقل السفارة".. هل نجح "ترامب" في مسعاه

...
الإدارة الأمريكية الحالية من أكثر الإدارات عدوانية
غزة/ نور الدين صالح:

عام مرَّ على اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمدينة القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي في السادس من سبتمبر 2017، عقب توليه سدّة الحُكم، أعقبها جُملة من الإجراءات الهجومية "العنصرية" ضد الثوابت الفلسطينية دعماً لبقاء الاحتلال.

12 قراراً

ومنذ ذلك القرار، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية 12 قراراً ضد الفلسطينيين بشكل عام ومدينة القدس المحتلة خاصة، وفق ما رصدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات.

وأوضحت الهيئة أن من بين القرارات، تقليص المساعدات المالية الأمريكية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في 16 يناير 2018، وقطع كامل المساعدات المالية عن السلطة في 2 أغسطس الماضي، وإنهاء إطلاق صفة "لاجئ" على اللاجئين الفلسطينيين في 4 أغسطس الماضي، ووقف دعم مستشفيات مدينة القدس المحتلة في 7 سبتمبر الماضي، وأعقبه قرار ترامب بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في 10 سبتمبر الماضي.

كما أصدرت الإدارة الأمريكية في 15 سبتمبر الماضي قراراً يقضي باقتطاع الإدارة الأمريكية 10 ملايين دولار من تمويل برامج شبابية فلسطينية – إسرائيلية مشتركة، وبعد ذلك طردت سفير السلطة حسام زملط من واشنطن، في 16 سبتمبر الماضي، وإصدار قرار في ذات اليوم بدمج القنصلية الأمريكية مع السفارة الأمريكية في القدس المحتلة.

وحذرت الهيئة، في تقرير لها أمس، بمناسبة مرور عام كامل على اعتراف ترامب بالقدس عاصمة للكيان، من خطورة القرارات الأمريكية على المدينة المقدسة ومعالمها.

وعدّت الانحياز الأميركي لـ (إسرائيل) وما يصدر عن إدارته من قرارات عنصرية، بداية لعملية تهويدية كبيرة ضد مدينة القدس المحتلة، وطمس ما بقي من عروبتها، وتدنيس مقدساتها لتكون "عاصمة لليهود"، داعيةً المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته بحماية المدينة المقدسة.

اعتقالات مُكثفة

في الأثناء، قالت جمعية نادي الأسير الفلسطيني: إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت أكثر من (5600) من أبناء شعبنا، منذ إعلان ترامب.

وأوضح نادي الأسير، في بيان له، أن كثافة الاعتقالات تركزت في الفترة الأولى بعد إعلان ترامب، والتي تزامنت مع احتجاجات واسعة شهدتها القدس وكافة محافظات الوطن. وشملت جميع الفئات من أطفال ونساء وشباب، ومنهم الجرحى والمرضى وذوو إعاقة.

وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس: إن "سياسة الاعتقال التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق أبناء شعبنا لن تثنينا عن الاستمرار في الدفاع عن وجودنا".

وأضاف فارس: "في كل المحطات الهامة التي شهدتها القضية الفلسطينية والتي رافقها انتفاضات شعبية ضد الاحتلال، وضد قرارات كان الهدف منها مس الوجود الفلسطيني، اعتقلت إسرائيل الآلاف من أبناء شعبنا، معتقدة بذلك أنها ومن خلال الاعتقال ستتمكن من مصادرة إرادتنا وقرارنا في الاستمرار في الدفاع عن وجودنا".

ودعا فارس، فصائل العمل الوطني لضرورة استعادة روح المواجهة الحقيقية لحماية الأسرى والأسيرات في معتقلات الاحتلال حتى تحريرهم.

بلطجة غير مسبوقة

الكاتب والمحلل السياسي في القدس راسم عبيدات، قال: إن الإدارة الأمريكية الحالية من أكثر الإدارات عدوانية على الشعب الفلسطيني، بل تشترك مباشرة في العدوان على الشعب الفلسطيني.

وعدّ عبيدات خلال حديثه مع "فلسطين"، تحركات الإدارة الامريكية برئاسة ترامب، "سابقة وبلطجة غير مسبوقة في التاريخ"، مشيراً إلى أن الاحتلال حاول استثمار ذلك سياسياً من خلال السعي لتجريد المقدسيين من ممتلكاتهم وتكثيف الاستيطان.

وشدد على أن "الاحتلال يسعى بكل قوة لتغيير الواقع والمشهد في القدس، فهو يريد حسم ملف القدس وإزاحته عن أي مفاوضات قادمة"، مستدركاً "لكنّه لم يستطع ذلك أمام صمود الفلسطينيين".

ورأى أن قرار ترامب "جزءٌ من تمرير" صفقة القرن، التي تتضمن العبث بمرتكزات البرنامج الوطني الفلسطيني، ومحاولة شطب قضية اللاجئين من خلال وقف دعمها للوكالة الدولية "أونروا".