تتواصل العملية الإسرائيلية "الموضعية" في شمال فلسطين المحتلة المسماة "درع الشمال" لكشف أنفاق حزب الله وتدميرها وتحييدها، وسط تقديرات إسرائيلية متباينة، في توقع الرد القادم من حزب الله، أو عدمه، وربما الذهاب إلى امتصاص هذه العملية الإسرائيلية.
بعيدا عن الأحكام المسبقة، من الأهمية بمكان الحديث عن دوافع الرد المتوقع من حزب الله وكوابحه، كي يكون التقدير أكثر علمية وموضوعية.
لو بدأنا بالحديث عن دوافع الرد المتوقع من حزب الله على العملية الإسرائيلية، فهي قد تكمن في النقاط الآتية:
- في حال شعر الجيش الإسرائيلي أن العملية التي ينفذها على الحدود مع لبنان ضد أنفاق حزب الله تشكل له إنجازا، فقد يتشجع أكثر نحو استهداف المزيد من مشاريع الحزب الأكثر خطورة من الأنفاق، ومنها الصواريخ الدقيقة.
- إيران التي لديها تأثير كبير على الحزب قد يكون لها مصلحة في التصعيد بالمنطقة، ربما لإجراء مفاوضات التفافية على دخول مرحلة جديدة من العقوبات الأمريكية عليها.
- هذه العملية قد تجعل الحزب يفقد واحدة من مفاجآته الإستراتيجية التي أعدها لأي مواجهة قادمة من أجل إدخال مقاتليه داخل إسرائيل.
- يعتقد الحزب أن إسرائيل تعد العدة ضد مصانع صواريخه الدقيقة، ما يجعله يبادر إلى توظيفها بصورة استباقية قبيل تدميرها الوشيك من إسرائيل.
في المقابل، إن كوابح الرد المتوقع من حزب الله يفسح المجال للحديث عن أربعة أسباب قد تحول دون تحققه:
1- الجيش يكشف ويدمر الأنفاق داخل فلسطين المحتلة، ما يحرم لبنان والحزب الادعاء بأن إسرائيل تعمل داخل أراضيهما.
2- الحزب في مفاجأة، فحفر الأنفاق داخل إسرائيل تم بهدوء، وفي عمق جعله يفكر أنها لن تشخصها، وسيستغرق الأمر منه أياما لتقدير الموقف، لاتخاذ قرار الرد أو لا.
3-وصول الأنفاق داخل فلسطين يحرج لبنان والحزب وإيران في الساحة الدولية، وقد يتدحرج الوضع لخطوات دولية بإدانة لبنان، وربما فرض عقوبات عليه.
4- إن حاول الحزب التشويش على إسرائيل بإطلاق عيارات نارية أو قذائف، فإنها قد توسع رقعة عمليتها لكل الأراضي اللبنانية باستهداف مصانع الصواريخ الدقيقة.
أخيرا.. يمكن القول بكثير من الثقة إن الطرفين، إسرائيل وحزب الله، ما زالا في مرحلة تقدير الموقف، بين الاستمرار في العملية، أو التوقف عند هذه المرحلة، أو التقدم بها زمنياً وجغرافياً، مقابل ما يشهده الحزب في هذه الساعات من نقاشات لا تجد طريقها إلى الإعلام، حول الرد من عدمه، في ظل تقارب دوافع وكوابح الرد لدى الجانبين.
ولئن كانت رغبات الجانبين تذهب نحو عدم توتير الموقف الأمني والميداني أكثر، والاكتفاء عند هذه المرحلة، فلكل أسبابه ودوافعه، لكن يصعب الخروج بموقف حاسم، في حين ما زالت الحفارات تواصل عملها في كشف أنفاق حزب الله.