من الملاحظ بأن اختيار (إسرائيل) للقيام بما تسميه عملية "الدرع الشمالي" في هذا التوقيت بالذات لم يكن من باب الصدفة بل جاء نتاج لقراءات متعددة بناء على متطلبات المرحلة وخصوصا بعد الجولة الأخيرة في غزة وما سبقها من فشل أمني لأجهزة استخباراتها, كما أنه يأتي في ظل توصية الشرطة بتقديم نتنياهو وزوجته للمحاكمة بتهمة تلقي الرشوة وخيانة الأمانة, وقد حملت هذه الجولة عدة مؤشرات:
1- هي عملية وقائية دفاعية تهدف لتفكيك قدرات العدو ومنعه من تحقيق المفاجأة في أي مواجهة قادمة وتصنف ضمن المعركة بين الحروب .
2- إدراك (إسرائيل) لخطر الأنفاق الهجومية خصوصا بعد تمكن المقاومين من اقتحام موقع ناحل عوز خلال عدوانها الأخير على غزة.
3- اقتصار العملية داخل حدود الأراضي المحتلة عام 1948 "على الأقل حتى هذه اللحظة يدل على عدم رغبة (إسرائيل) الدخول في مواجهة واسعة.
4- على الأرجح ستكون بمثابة محاولة للتغطية على الفشل في التعامل مع غزة خصوصا بعد الجولة الأخيرة.
5- استغلال حالة الهدوء في المنطقة الجنوبية كان أحد الأسباب التي هيأت الظروف للقيام بها.
6- استمرار التخطيط للعملية على مدار عامين وأكثر يدل على التعقيدات التي تواجهها (إسرائيل) للعمل في لبنان, لما له من تداعيات خطيرة على جبهتها الداخلية.
7- تمثل فرصة لإظهار قدرات (إسرائيل) التكنولوجية والاستخباراتية وهو ما يساعدها في ترميم صورتها أمام الرأي العام المحلي والدولي.
8- اختيار (إسرائيل) العمل ضد الأنفاق الهجومية بدلا من استهداف مرابض الصواريخ ومصانع الأسلحة المتقدمة في لبنان "كما تدعي" يدل على خشية (إسرائيل) من الدخول في مواجهة واسعة مع الحزب.
9- استغلال العملية كأحد الإنجازات لنتنياهو خلال الانتخابات القادمة
10- ستحرص (إسرائيل) على ضبط الإيقاع ولن تجرؤ على تجاوز الحدود والتعدي على السيادة اللبنانية وفي المقابل ستواصل عملها لتدمير الأنفاق الهجومية ضمن خطة مدروسة وحذرة.
11- سيحافظ الحزب على سياسة ضبط النفس " ما لم تتجاوز (إسرائيل) حدود وقواعد الاشتباك المعمول بها في المنطقة الشمالية.