عدَّ النائب في البرلمان الجزائري ناصر حمدادوش، تهجم سفير السلطة الفلسطينية في الجزائر لؤي عيسى على مؤسس حركة حماس الشيخ الشهيد أحمد ياسين، "تصريحًا غير مسؤول، يسيء للسفير قبل غيره، ويخدم أجندات الاحتلال الإسرائيلي".
وقال حمدادوش -وهو قيادي في حركة مجتمع السلم بالجزائر- في حديثه مع صحيفة "فلسطين": "لا يمكننا أن نقبل منه هذا السّلوك العدواني على أرضنا"، عادًّا التصريحات تجاوزًا خطيرًا في حقّ حركةٍ مقاوِمةٍ ومضحّيةٍ بقادتها قبل جنودها، وهو "تجنٍّ كبيرٌ ضدّ شيخ المجاهدين والشهداء أحمد ياسين".
وتطاول عيسى على الشيخ الشهيد أحمد ياسين في حوار نشرته صحيفة "الخبر" الجزائرية مؤخرًا، قائلًا: "حتى الشيخ أحمد ياسين لما قبض عليه من قبل (إسرائيل) وسألوه عن السلاح أجابهم في المحكمة هذا السلاح ليس ضدكم بل ضد فتح".
ورد النائب الجزائري على تصريحات عيسى، قائلًا: "سبق أن نبّهنا سفير السلطة إلى خطورة توجّهاته الفصائلية الخطيرة، وهو الذي يُفترضُ فيه أنه سفير دولة فلسطين وليس سفير حركة فتح".
وعد حمدادوش تصريحات السفير "انحيازًا مفضوحًا لا يليق به، ولا نقبل منه أن يحوّل الجزائر إلى منصةٍ لتصفية حسابات لا تشرّف القضية الفلسطينية".
ولفت إلى أن التصريح الاستفزازي لسفير السلطة يخدم أجندات الاحتلال الإسرائيلي، في شيطنة المقاومة وتكريس الانقسام وتحريف البوصلة، قائلًا: "لن يصدّقه فيما يدّعيه إلا عميلٌ أو متصهين".
وأشاد النائب الجزائري بتضحيات الشيخ ياسين، قائلًا: "مثّل الشيخ الشهيد أحمد ياسين -حالةً عبقريةً وجهاديةً مقاوِمةً استثنائيةً ونادرة، وهو رمزٌ من رموز الأحرار والشّرفاء في العالم، ومصدرُ إلهامٍ وفخرٍ لقادة التحرّر في العصر الحديث".
وحول دعم الجزائر للمقاومة الفلسطينية، قال: "لا يوجد شعبٌ في العالم يمكنه أن يتفهّم وحشية وإجرام الاحتلال مثل الشعب الجزائري، الذي عانى احتلالًا صليبيًّا وعنصريًّا وتطهيريًّا فرنسيًّا طيلة 132 سنة".
وأضاف حمدادوش: "لقد ترسّخ في عقيدتنا الدينية والتاريخية أنه لا يمكن لهذا الاحتلال من الزوال إلا بالمقاومة والجهاد والاستشهاد، وهو ما نعتقده دِينًا بأنّ زوال الاحتلال الإسرائيلي لن يكون إلّا بذلك".
وتابع: "إنّ دعمنا وشراكتنا في مقاومة هذا الاحتلال قائمةٌ ومستمرةٌ، بكلِّ أشكال الدّعم والمساندة الممكنة، ولن ندّخر جهدًا في ذلك".
وأكد النائب أن الجزائر "لا تزال وفيّةً شعبيًّا ورسميًّا للقضية الفلسطينية إلى غاية تحريرها من البحر إلى النهر، لأنها قضية عقيدةٍ ودِين، وليست قضية ترابٍ وطين".
كما أكد أن الجزائر ستبقى مضرب المثل في هذا الوفاء للقضية الفلسطينية، رغم ما يُحاك ضدّها من مخططاتٍ لتصفيتها عبر التطبيع وصفقة القرن وشيطنة المقاومة.