يعاني قرابة 170 فلسطينيًا ظروفًا قاسية وخطيرة جراء استمرار احتجازهم منذ 66 يوماً في مركز إيواء "الحراقة" في ولاية تمنراست أقصى جنوب الجزائر.
وتحتجز السلطات الجزائرية هؤلاء الفلسطينيين بدعوى أنهم دخلوا البلاد عبر حدود دولة مالي بطريقة "غير شرعية"، هرباً من الأوضاع المعيشية القاسية في قطاع غزة.
وناشد المحتجزون، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والسلطات العليا في البلاد، لضرورة الإفراج عنهم والسماح لهم بالمرور للدول الأوروبية التي يريدون الوصول إليها، مطالبين السفارة الفلسطينية في الجزائر بالتدخل لإنهاء معاناتهم.
وأكد علاء يونس من غزة، وهو شقيق اثنين من المحتجزين، أن المحتجزين يعانون ظروفاً قاسية ومأساوية، في ظل استمرار وعود السلطات الجزائرية بحل قضيتهم "لكن دون تحقيق ذلك عملياً على أرض الواقع"، وفق قوله.
وأوضح يونس لصحيفة "فلسطين"، أن السلطات الجزائرية أصدرت قراراً يقضي بترحيلهم إلى مصر، ما أثار مخاوفهم من معاقبتهم ومنعهم من السفر نهائيا، مشيرًا إلى عدم وجود تواصل بين الأهالي في غزة وأبنائهم المحتجزين.
وبيّن أن أجهزة الأمن الجزائرية سحبت الهواتف النقالة من المحتجزين، وهو ما يزيد من حالة القلق لدى الأهالي على مصير أبنائهم.
وأفاد بتنصل السفارة الفلسطينية في الجزائر من قضية المحتجزين وإيجاد الحلول اللازمة لهم، بحجة أنهم "غير شرعيين"، مطالباً رئيس السلطة محمود عباس بالتدخل وإنهاء معاناتهم.
في الأثناء، نظم أهالي المحتجزين، أمس، وقفة تضامنية مع ذويهم في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة، للمطالبة بضرورة إيجاد حلول مناسبة لقضية ذويهم.
وأكد أهالي المحتجزين أن أبناءهم يعيشون ظروفًا مأساوية وأن حياتهم معرضة لخطر حقيقي جراء انتشار الأمراض بينهم بسبب البرد القارس وافتقار مكان الاحتجاز لأدنى متطلبات الحياة، مشيرين إلى أن من بينهم مرضى، إضافة إلى سيدة مضربة عن الطعام منذ شهر ونصف الشهر احتجاجًا على احتجازهم.
وأعرب الأهالي عن استغرابهم من موقف الجزائر بالنظر إلى عمق العلاقة التي تربط الجزائر حكومة وشعباً بفلسطين.
وطالب الأهالي رئيس السلطة محمود عباس بإعطاء تعليماته للسفير الفلسطيني في الجزائر لؤي عيسى للتواصل مع الحكومة الجزائرية وحل مشكلة أبنائهم بأسرع وقت ممكن، ووقف إجراءات ترحيلهم إلى مطار القاهرة.
وناشدوا الجهات الحقوقية ووسائل الإعلام لتسليط الضوء على قضية الفلسطينيين المحتجزين، وبذل كل جهد ممكن لإيصال صوتهم للجهات الفلسطينية والجزائرية المسؤولة، مع العلم أنهم من شريحة متعلمة مثقفة، وقد تركوا قطاع غزة مجبرين بعد أن أثر الانقسام من جهة والاحتلال من جهة أخرى على حياتهم وحولاها إلى جحيم.