فلسطين أون لاين

الدعاء على النفس إثمٌ يؤخذ الإنسان بجرمه

...
صورة أرشيفية
غزة/ نسمة حمتو:

إن الله سبحانه وتعالى يستجيب دعاء المرء المسلم، وهذه الاستجابة لا تكون إلا إذا دعا الإنسان بخير، ولكن قد يستجاب الدعاء إذا كان على النفس حتى ولو لم يكن فيه خير للإنسان، لذلك لا بد من حفظ اللسان وعدم الدعاء على النفس في أوقات الغضب فذلك قد يودي بالبعض إلى التهلكة..

الدعاء على النفس

أستاذ الفقه المقارن في الجامعة الإسلامية ماهر السوسي، قال: "روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد ورأى حبالًا مربوطة في سواري المسجد، فسأل رسول الله قال لمن هذه فقالوا هذا لعائشة وهذا لحفصة وهذا لفلان فكانوا يربطون أنفسهم بالحبال في سواري المسجد حتى إذا نعسوا وكادوا يغفلون عن الحبال وتقاعسوا عن الصلاة استيقظوا فقال الرسول فكوا هذه الحبال وليصلي أحدكم نشاطه لأن أحدكم إذا ما نعس وذهب يدعو لنفسه فإنه قد يدعو عليها ويصادف دعاؤه بابًا مفتوحًا من أبواب السماء فيقبل دعاؤه".

وأضاف:في الحديث السابق دلالة على أن حديث الإنسان على نفسه قد يقبل كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، من أجل ذلك على الإنسان تجنب الدعاء على نفسه سواء في وقت الغفلة أو اليقظة، وسواء كان الإنسان قاصدًا لذلك ومتعمدًا، أو لم يكن كذلك وسواء كان يدعو على نفسه بدافع الضجر والضيق أو بدافع آخر".

إلحاق الضرر

وأكد السوسي أنه في كل هذه الأحوال وما يشابهها لا يجوز للإنسان الدعاء على نفسه لكي لا يستجاب الدعاء فيلحق الإنسان الضرر بنفسه، مضيفًا: "وفي ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ضرر ولا ضرار".

وتابع قوله: "فالحديث الشريف ينص على أنه لا يجوز للإنسان أن يلحق الضرر بنفسه أو بغيره؛ لأن الإنسان لا يملك أن يتصرف بنفسه ما يضرها, حيث إنه مخلوق لله عز وجل فالله الذي خلقه هو وحده الذي يملك أن يتصرف في هذه النفس".

وأشار إلى أنه إضافة إلى ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى النساء عن اللعن مطلقًا سواء كان لعنهن لأنفسهن أو لغيرهن، مضيفا:" حيث قال عليه الصلاة والسلام "يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار".

وقال:" فقالت امرأة منهن لما يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام تكثرن اللعن وتكفرن العشير".

ساعة غضب

وأوضح أنه بهذا الحديث نهي للنساء بالذات عن اللعن، ذلك أن هذه الصفة موجودة عند النساء أكثر منها عند الرجال، لذلك خص الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا التوجيه كي يحضهن على ترك هذه الخصلة التي قد تكون سببًا في دخول النار.

وتابع قوله:" ومن هذا الحديث نعلم أنه لا يجوز للمرأة أن تدعو على نفسها أو على غيرها سواء أبناؤها أو زوجها حتى ولو كان ذلك من دون قصد وفي ساعة غضب".