فلسطين أون لاين

​أمينة حمو ماذا بعد لقب "مصممة أزياء"؟

...
أمينة حمو (25 عامًا) زوجة شهيد وأم لثلاثة أبناء
غزة/ صفاء عاشور:

تتنقل بخفة في المشغل الخاص بها، وتضع بعض الرسوم المبدئية لتصميم جديد وتعلقه على الحائط ثم تذهب إلى إحدى الطاولات لديها لتختار نوع القماش المناسب للتصميم وتجهز كل ما يتعلق به، عمل تقوم بها وهي في أوج سعادتها فها هي على طريق تحقيق حلمها بأن تكون مصممة أزياء.

أمينة حمو (25 عامًا) زوجة شهيد وأم لثلاثة أبناء، استشهد زوجها في حرب 2014، ولكن وعده لها بأن يسمح لها بدراسة تصميم الأزياء في الكلية الجامعية في العلوم التطبيقية لم يمت بعده، فما إن لملمت جراحها واستعادت قوتها توجهت مباشرة لدراسة التخصص الذي حلمت بدراسته مع زوجها.

حلم لم يكن زوجها ليمانع تحقيقه، وعملت هي على إتمامه على أرض الواقع، فدرست تخصص تصميم الأزياء وكانت من المتفوقين، لتصبح بعد ذلك إحدى مدرسات التخصص في المكان نفسه الذي درست فيه.

وقالت حمو:" بعد تحقيق حلمي بدراسة هذا التخصص، وبدأت بتدريسه، بدأت العمل على تحقيق الجزء العملي منه، فافتتحت مشروعpassion for fashion بدعم من إحدى الجمعيات الداعمة للمرأة والطفل".

وأضافت في حديث لـ"فلسطين": "الدعم مكنني من توفير مكن الخياطة وبعض الاحتياجات اللازمة للبدء بتصميم وخياطة الأزياء الخاصة بي"، لافتةً إلى أنها بدأت بالعمل للمعارف والأقارب الذين كانوا يعرفونها.

وأشارت حمو إلى أن أول قطعة قامت صممتها وفصلتها، كانت فستانًا مطرزًا بالورود، وكان تصميما خاصا لأول زبائن المحل، وكان قطعة خاصة لم تكرر، حيث رغبت صاحبة الفستان أن تكون متألقة بلبس فستان لم يرَه أحد قبل ذلك في أي مكان.

وبينت أنها تعتمد عند تصميم أي قطعة على شكل جسد المرأة ولون بشرتها وسماع ما ترغب بارتدائه، لافتة إلى أنه لو أرادت الزبونة خياطة تصميم معين أحضرت صورته من الإنترنت فيمكن ذلك إذا كان ملائمًا لجسدها، مع إضفاء بعض التعديلات واللمسات الخاصة بها كمصممة أزياء.

وأوضحت أن الكثير من السيدات والفتيات أصبحن يتوجهن لمصممات الأزياء ومحال الخياطة لتصميم بعض الملابس اللاتي يتميزن بارتدائها، بحيث لا يكون هناك قطعة أخرى مثيلة لها كما هو الحال لما هو معروض في الأسواق المحلية.

وذكرت حمو أن ما يميز تصميماتها أنها تعتمد على الخامة الممتازة والجودة العالية للقماش والذي من الصعب إيجاده في الأسواق، إضافة إلى التصميم الجديد وأحيانًا بعض الكلف التي تصنعها يدويًا في حال عدم وجودها في المحال الخاصة بالكُلف.

ولفتت إلى أن السوق المحلي مليء بأنواع البضائع كافة، ولكن هناك فئة كبيرة تحب أن تتميز في مناسباتها وما ترتديه فيها، وهنا تكون حمو موجودة لتحقيق ما تحلم به كل سيدة.

وأكدت حمو أنها تبقى على اطلاع ومتابعة كاملة ومستمرة لكل التصميمات والفعاليات العالمية الخاصة بتصميم الأزياء؛ حتى تبقى على اطلاع بأحدث ما توصلت إليه الموضة العالمية.

وتحلم أمينة بأن تتمكن من استكمال حلمها بأن يكون لها مركز للتدريب وتصميم الأزياء، وأن تفيد فئة الطالبات الخريجات من تخصص تصميم الأزياء؛ ليبدأن بعد ذلك الانطلاق إلى هذا العالم الذي لا يدخله إلا صاحب الموهبة والرغبة القوية في تحقيق حلمه بأن يكون في النهاية "مصمم أزياء".