أمريكا تستعد لتقديم مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الأيام القادمة يطالب بإدانة حركة حماس ويدعو لتقييد فصائل المقاومة، وتسعى واشنطن قبل التصويت لكسب دعم حاسم من الدول الأوروبية، ويطالب المشروع بإدانة "الهجمات الصاروخية لحماس ضد إسرائيل، وتشجيعها على العنف"، كما يدعو إلى وضع حد لجميع "الأعمال الاستفزازية" للحركة والفصائل الأخرى ولأحداث العنف حسب المزاعم الأمريكية الكاذبة.
في القدس اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية قيادات وكوادر من حركة فتح من أجل الضغط عليهم للإفراج عن متورط ببيع عقارات في القدس اعتقلته السلطة الفلسطينية. الناطق باسم حركة فتح "استهجن" سكوت باقي الفصائل الفلسطينية أمام تلك الجريمة، ولا نعرف ما الذي يمكن لباقي الفصائل القيام به، والأولى أن تستنهض الفصائل من أجل الدفاع عن القدس ومقدساتها وعن الضفة الغربية وحملة الاستيطان فيها.
نحن مع تعاضد الفصائل وتكاتفها للدفاع عن الوطن والقضية وحتى للدفاع عن بعضها في حال استُهدفت، ولكن قيادة منظمة التحرير لا تفعل ذلك، ففي الخبر الأول نرى هجمة أمريكية صهيونية على حركة حماس وعلى المقاومة الفلسطينية، وفي الوقت ذاته خرج القيادي في حركة فتح عزام الأحمد يهدد بتقويض سلطة الانقسام في غزة، أي أن هجومه أو تهديده جاء متزامنا مع الهجوم الأمريكي وفي أعقاب محاولة فاشلة للمحتل الإسرائيلي للتخريب في قطاع غزة، كما أن الاحتلال اعتقل غالبية نواب حركة حماس، واعتقل أيضا قيادات من فتح والفصائل الأخرى مثل البرغوثي وسعدات وخالدة جرار، ولم نسمع عن أي تحركات احتجاجية ذات وزن سواء من جانب فتح أو من باقي الفصائل، وأنا هنا أستغرب الاستهجان غير المبرر للدكتور عاطف أبو سيف الذي يحاول تحقيق مكاسب تنظيمية خاصة متجاوزا طبيعة الأوضاع في الضفة، وكأن العلاقة بين الفصائل على ما يرام.
أعتقد أنه لا يمكن لأي طرف فرض معادلات جديدة على قطاع غزة، ولا يمكن تغيير واقع غزة الداخلي إلا بالمصالحة والتوافق فقط، أما المحاولة الأمريكية البائسة لإدانة حركة حماس فهي لترميم ما دمرته المواجهة الأخيرة من معنويات في صفوف جيش الاحتلال والشارع الإسرائيلي، وسواء نجحت المحاولة أم فشلت فإنها لن تؤثر في قدرات المقاومة، وإضافة إلى ذلك فإنه لا ينتظر غزة سوى رفع الحصار سواء كانت هناك مصالحة أو لم تكن.