تُثير التضييقات الأمنية التي يفرضها الجيش اللبناني أمام بوابات ومداخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان، غضب اللاجئين، جراء التفتيش الدقيق الذى يتعرض له السائقون والمارة.
وبات مشهد طوابير اللاجئين والمركبات الخاصة بهم على حواجز الجيش اللبناني مشهدا يوميا على أبواب المخيم، وسط مطالبات من اللاجئين للجهات الفلسطينية المسؤولة بالتدخل لوقف هذه التضييقات.
وأفاد الناشط محمود عطايا، بأن الجيش اللبناني يتمركز على خمسة مداخل أمام مخيم عين الحلوة، ويقوم عناصره بإجراءات أمنية، فلا يمر شخصٌ إلى المخيّم أو يخرج منه دون ساعاتٍ من الانتظار، كما يتم تفتيش المركبات المارّة إليه بذات الطريقة.
وأشار عطايا لصحيفة "فلسطين"، أمس، إلى تعدد إجراءات الجيش اللبناني على الحواجز، فتارة يجبر سائقي المركبات رجالا كانوا أم نساء على فتح صناديق مركباتهم وإخراج كلّ ما فيها، وإجراء تفتيش دقيق لمحتوياتها.
وقال اللاجئ طارق الزعتري – أحد سكان المخيم، إنّ أهالي المخيم باتوا يشعرون أنهم يعيشون في سجن كبير، وأن كثيرا منهم يفضل البقاء في هذا السجن على ألا يخرج لقضاء أي من مشاغله بسبب التفتيش على الحواجز.
وأضاف الزعتري لصحيفة "فلسطين": "الجميع يشعر بالذل وإهانة الكرامة.. الحواجز تنتشر أمام مداخل المخيم والتفتيش يتم بشكل كثيف.. ما الذي تبقى من مشاهد السجن الكبير؟".
بدورها أجرت حركة حماس، محادثات مع الجيش اللبناني والقوى الوطنية اللبنانية لوقف الإجراءات الأمنية التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون في "عين الحلوة"، وحل أي إشكاليات عبر التنسيق بينهما.
وقال نائب المسؤول السياسي للحركة جهاد طه، إنّ الإجراءات المذلة للاجئين على مداخل المخيم "مرفوضة ومدانة" بكل المعايير، مشيرا إلى أنها أوصلت أبناء المخيم لحالة من اليأس والغضب الشديدين.
وأضاف طه لصحيفة "فلسطين": "ليس من الحكمة أن تمارس مثل هذه الممارسات على الحواجز، واللاجئون هم بأمس الحاجة للدعم الإنساني والاجتماعي نتيجة للواقع المأساوي الذي يعيشونه، بحرمانهم من حقوقهم التي من المفترض أن تقرها الحكومة اللبنانية".
وأشار إلى سلسلة اتصالات أجرتها حماس مع الجهات السياسية والأمنية والنيابية والحكومية اللبنانية لوقف الإجراءات المتخذة على مداخل عين الحلوة وغيره من المخيمات.
وذكر أن حركته وإلى جانب الفصائل الفلسطينية شرحت أوضاع المخيمات للجهات اللبنانية، وأنها تعيش في أمن واستقرار أكثر من أي وقت مضى، وأنه لا حاجة مطلقا لكل الإجراءات والتضييقات المتخذة على بواباتها، مضيفا "لكن للأسف الإجراءات التي يتخذها الجيش تأتي تحت عناوين أمنية".
وأكد أن حماس أول من دعت لموقف فلسطيني موحد، ودعت الفصائل للتحرك والاتصال مع الجهات اللبنانية حول حواجز مخيم عين الحلوة، وقد أسفر ذلك فعليا عن "تخفيف" الإجراءات المتخذة.
وشدد طه على حرص حركته على تكريس حالة الأمن والاستقرار داخل مخيم عين الحلوة، وجميع المخيمات في لبنان، وتحييدها عن التجاذبات السياسية، والانفتاح من جهة أخرى على أي حوار فلسطيني - لبناني شفاف يخدم المصلحة المشتركة شريطة ألا يتساوق مع المشاريع الدولية المنتقصة لحقوق اللاجئين كما هو حال "صفقة القرن".
وشدد على مسؤولية الجانب اللبناني بتقديم كل سبل الدعم للاجئين الفلسطينيين، وعدم تضييق الخناق على حياتهم، لكي يتمكنوا من الحفاظ على مشروع العودة