بات مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة القدس المحتلة، محط أنظار المخططات الاستيطانية الإسرائيلية، لكونه عقبة أمام إتمام مشروع "القدس الكبرى"، ومحاطًا بثلاث مستوطنات إسرائيلية، عدا عن أنه شعلة الانتفاضات الفلسطينية.
وقطّعت مستوطنات "بسغات زئيف"، "رمات شلومو"، و"التلة الفرنسية"، أوصال المخيم الفلسطيني، وجعلته كتلة منفصلة جغرافيًّا عن بقية القرى والأحياء الفلسطينية في القدس المحتلة.
وتأسس مخيم شعفاط في أوائل عام 1964، ونقل إليه سكانه من حارة الشرف بالبلدة القديمة مركز المدينة، وجميعهم ممن هجروا من بلداتهم وقراهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ويقع بين قريتي شعفاط وعناتا، ليكون الوحيد داخل حدود بلدية الاحتلال في القدس.
وارتفع عدد سكانه المخيم منذ إقامته إلى نحو 25 ألف نسمة في مساحة لا تتجاوز مئتي دونم تتلاصق فيها البيوت، وتقع مسؤوليته على عاتق وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" التي من المفترض أن ترعى شؤون المخيم وأوضاعه.
عقبة كبيرة
ويؤكد الناشط المقدسي ثائر الفسفوس من مخيم شعفاط، أن الاحتلال عمل منذ إنشاء المخيم على تهويده وشطبه، لأنه يشكل عقبة كبيرة أمام مشروعه المزعوم المسمى "القدس الكبرى"
وأوضح الفسفوس لصحيفة "فلسطين"، أن شعفاط "هو المخيم الوحيد الموجود للاجئين الفلسطينيين في العاصمة المحتلة، وهذا هو سبب الهجمة الشرسة عليه.
وأشار إلى أن المخيم من الأماكن التي تُعد شعلة للانتفاضة دائمًا، حيث يؤثر في الاحتلال من الناحية الأمنية والاستراتيجية لإفشال مخططهم في مشروع "القدس الكبرى".
ونبه إلى أن الاحتلال يعمل من أجل طرد المقدسين من داخل المخيم بهدمه للبيوت والمنشآت السكنية تحت ذريعة "البناء غير المرخص".
وهدمت سلطات الاحتلال ، أمس، 20 محلًا تجاريًّا على مدخل مخيم شعفاط، بعد أن كانت هدمت عمارة سكنية تضم 13 شقة سكنية، في ضاحية راس شحادة، في المخيم في السابع من الشهر الجاري.
ورأى الفسفوس، أن الاحتلال يريد من خلال مخططاته تحقيق الحلم الأمريكي الإسرائيلي في إتمام "صفقة القرن" بداية بهدم مخيم شعفاط، وشطب حق العودة، وإنهاء قضية القدس واللاجئين.
من جهته، عدّ رئيس لجنة مقاومة الجدار والاستيطان في القدس، خضر الدبس، أن مضايقات الاحتلال لطرد المقدسيين من أرجاء المدينة كافة، أكبر أزمات التي تواجه أهالي المخيم، إضافة إلى نقص البنى التحتية والاكتظاظ السكاني.
وأوضح الدبس لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يتحكم بحركة الدخول والخروج من المخيم كاملًا، إذ تحيط بشعفاط مجموعة من المستوطنات الإسرائيلية؛ كما يحاصره كذلك بالجدار العازل الذي يحيط بالمخيم من ثلاث جهات، لتبقي على الجهة الرابعة متنفسًا وحيدًا أقيم فيها حاجز عسكري، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى.
وتقول مؤسسات حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية، إن بلدية الاحتلال في القدس، تُقيّد بشكل كبير رخص البناء الممنوحة للفلسطينيين في شرقي القدس. وبالمقابل، تنتقد المؤسسات الحقوقية منح البلدية، آلاف رخص البناء، للإسرائيليين في المستوطنات المقامة على أراضٍ شرقي القدس ومحيطها.