فلسطين أون لاين

شفيق: انتصار المقاومة بغزة بدّد وهم صفقة القرن

...
الزميل محمد القوقا خلال حواره مع شفيق
مندوبنا إلى إسطنبول/ محمد القوقا

أكد رئيس الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج المفكر منير شفيق، أن ما حققته قوى المقاومة بغزة من "انتصار" تمثّل في شكل الرد على العدوان الإسرائيلي الأخير ضد القطاع عقب استشهاد 7 مواطنين شرق خان يونس، وجّه "صفعة شديدة" لمزاعم السلطة برام الله ضد حركة حماس "بانخراطها" في مخطط ما تعرف بـ"صفقة القرن". وقال شفيق في حديث لمندوب صحيفة "فلسطين" إلى إسطنبول: إن المقاومة الفلسطينية بغزة قامت بدور مهم مبني على أساس التحدي والصمود ورد الصاع صاعين لكيان الاحتلال الإسرائيلي، بعد تجرئه على استباحة دماء المواطنين السبعة يوم الأحد من الأسبوع الماضي.

ووصف شفيق اتهامات السلطة لحماس بالانخراط في تلك الصفقة التي تهدف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ورائها إلى محاولة شطب القضية الفلسطينية بأنها "عيب"، داعيًا السلطة إلى مراجعة سياساتها كافة والتوجه نحو الفصائل الفلسطينية للاتفاق على مشروع جديد يواجه كيان الاحتلال.

وكانت قيادات في السلطة وحركة فتح هاجمت حركة المقاومة الإسلامية حماس في أكثر من مناسبة، وذلك عقب اتفاقها مع غالبية فصائل العمل الوطني والإسلامي على تثبيت وقف إطلاق النار الموقّع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية.

تخبط شديد

وأضاف شفيق، وهو أحد قيادات حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في ستينيات القرن الماضي: "إن السلطة حاليًا في حالة تخبط شديدة وهي في موقفٍ لا تحسد عليه، وفي أسوأ حالاتها، وكل سياساتها ومساعيها فشلت تجاه غزة".

ومن ضمن سياسات فشلها –بحسب تعبيره- فشل رئيس السلطة محمود عباس في تمرير مخططاته عبر المجلس المركزي الانفصالي في دورته الأخيرة برام الله، من أجل فرض عقوبات إضافية على غزة أو حل المجلس التشريعي.

وتشمل عقوبات السلطة خصم نصف رواتب موظفيها بقطاع غزة وإحالة الآلاف منهم إلى التقاعد الإجباري المبكر وتقليص مدفوعات الكهرباء الواصلة إلى القطاع عبر الاحتلال الإسرائيلي.

وحول تبرير قادة في السلطة وفتح بأن العقوبات المفروضة منذ إبريل 2017م مردها "خلل فني" كما صرح بذلك أخيرًا عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد، أشار شفيق إلى أن ما يصدر من تصريحات عن قادة السلطة "ليس كلامًا مستهجنًا بقدر ما يظهر كم هي واقعة في مأزق".

وتساءل شفيق بسخرية في سياق حديثه عن "أي سياسة سلكتها السلطة ونجحت؟!".

وشدد المفكر الفلسطيني على أنه ليست هناك صفقة قرن وإنما سياسة أمريكية لها أطراف تتفق على تنفيذها، لكنه رأى أن كل سياسات الولايات المتحدة فشلت في شطب القضية الفلسطينية، سواء بوقوف غالبية دول العالم ضد قرار نقل سفارة واشنطن من (تل أبيب) إلى القدس منتصف مايو الماضي أو معارضتها مخطط إنهاء عمل وكالة "أونروا" بغرض ضرب قضية اللاجئين الفلسطينيين.

التطبيع والانتفاضة

وفيما يتعلق بزيارات المسؤولين الإسرائيليين لدول عربية، والخشية من إمكانية تعزيز التطبيع العربي مع (تل أبيب)، قلل شفيق من أهمية ذلك قائلًا: "لا أبالغ في التطبيع ولا أعده مهمًا كثيرًا، لأنه يتم في ظروف هي في غير مصلحة الكيان الصهيوني وفي غير مصلحة المطبعين".

وأضاف: "التطبيع عمل إجرامي ومرفوض وحقير، وأنذال هم الذين يدخلون في عملية التطبيع في هذه المرحلة، لكنّ تأثيره على المستقبل سيكون ضعيفًا جدًا نتيجة عوامل عديدة منها "ما حدث من انتصار في غزة وتسجيل نقاط مهمة على الكيان الصهيوني".

ويعتقد شفيق أن الضربة القاضية على التطبيع تأتي إذا ما حدثت انتفاضة شعبية سلمية واسعة في الضفة الغربية ومدينة القدس"، ويستشرف أن هذه الانتفاضة يمكن أن تندلع "إذا ما حدثت وحدة حقيقية بين حماس والجهاد والجبهة الشعبية وبقية الفصائل".

وتابع أن هذه الوحدة يمكن أن تؤدي فعلا إلى فتح معركة جديدة يصبح فيها المطبعون في حالة يرثى لها".

ورأى أن الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة "وضعه متفجر ومهيَّأ للقيام بانتفاضة شاملة ضد الاحتلال الإسرائيلي"، منبهًا إلى أنه "إذا لم تستدرك الفصائل نفسها وتأخذ زمام المبادرة بإشعال الانتفاضة، فإنها قادمة حتى بمجرد أن ترتكب (إسرائيل) جريمة ملموسة أو شيء في المسجد الأقصى".

وأضاف رئيس الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، أن الجماهير الفلسطينية في حال مساس كيان الاحتلال بالمسجد الأقصى "ستنزل إلى الشارع وتشعل الانتفاضة"، مؤكدًا أن الوضع في الضفة الغربية والقدس لا يختلف عن قطاع غزة.

المقاومة تحاصر الاحتلال

وفيما يتعلق بالوضع الداخلي الإسرائيلي في أعقاب استقالة وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان من منصبه والخلافات الحادة بين وزراء حكومة بنيامين نتنياهو في أعقاب انتصار المقاومة بغزة، قال شفيق، إن الوضع الإسرائيلي في أسوأ حالاته و(تل أبيب) تعاني من نقاط ضعف أساسية سواء داخلية تتعلق بالجيش الذي هزم عمليًا في أربع حروب، ثلاث منها داخل غزة، أو من ناحية تورطها بمواجهة ما أسماه "التطويق الصاروخي الواسع من حولها"، ابتداءً من قطاع غزة ومرورًا بجنوب لبنان حيث حزب الله، الذي تقدر جهات إسرائيلية حيازته ما بين 170 إلى 200 ألف صاروخ موجهة لضرب الأراضي المحتلة منذ عام 1948م.

أيضًا أضاف أن معركة أخرى تدور رحاها منذ خمسة أشهر بين كيان الاحتلال وسوريا، إذ إن منظومة صواريخ "أس 300" الروسية كبّلت يد الكيان عن مواجهة معركة "زرع الصواريخ" ذات القوة التدميرية العالية، بعد أن كانت قبل أشهر تستبيح الأجواء السورية وتستهدف ما تعتقد أنه مكان لوجود صواريخ.

ولذلك يعتقد شفيق أن أولويات كيان الاحتلال هذه الأيام "وقف تطوير وزراعة الصواريخ داخل سوريا" كي لا يحدث تغيير كبير في ميزان القوى لغير صالحها.

وبناء على ما سرد عاليًا قال شفيق إن (إسرائيل) إذا قررت الدخول في ما أسماها حالة "اشتباك واسع" فسينفلت منها الوضع في سوريا، ولذلك فإن ما يمارَس من ضغوط على إيران حاليًا هدفه "وقف زرع الصواريخ".