فلسطين أون لاين

​أيقونة المقاومة الشعبية..طريح الفراش مجدّدًا

...
عائد أبو عمرو
غزة - أدهم الشريف

يبدي الشاب الفلسطيني عائد أبو عمرو، إصرارًا كبيرًا على العودة مجددًا للمشاركة في المسيرات قرب السياج الفاصل، شمال وشرق قطاع غزة؛ رغم إصابته للمرة الثانية برصاص جنود الاحتلال.

ويرقد أبو عمرو على أسرة العلاج في مجمع الشفاء الطبي، إثر إصابته برصاصة متفجرة في الساق اليمنى أثناء مشاركته في المسير البحري السلمي، الاثنين قبل الماضي.

وتحول الشاب (22 عامًا) إلى أيقونة بعدما التقط مصور وكالة أنباء "الأناضول" مصطفى حسونة، صورة له وهو يحمل علمًا بيد، وباليد الأخرى مقلاعًا لقذف الحجارة تجاه جنود الاحتلال المحصنين بداخل ثكنات عسكرية، وتلال رميلة عالية.

وكان الشاب عاري الصدر حين التقطت الصورة، وربط الكثيرون بينها وبين لوحة "الحرية تقود الشعب"، للرسام الفرنسي ليوجين ديلاكروا، إحياءً لذكرى ثورة يوليو 1830، والتي أطاحت بملك فرنسا شارل العاشر.

وسبق لأبو عمرو أن أصيب في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري برصاصة متفجرة في ساقه الأسير برصاص قناص إسرائيلي خلال ذات المسير الذي ينظم أسبوعيًّا.

وإثر ذلك مكث بضعة أيام في المستشفى قبل أن يعود للمشاركة مجددًا في فعاليات الحراك عند أبواب موقع "زيكيم" العسكري التابع لجيش الاحتلال، أقصى شمال غرب القطاع الساحلي.

ويحرص الشاب على المشاركة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار الممتدة منذ 30 مارس/ آذار الماضي، ويستخدم وسائل مقاومة شعبية ضد جنود الاحتلال المتمركزين خلف السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضي الـ48 المحتلة.

وانتشرت صورة أبو عمرو التي بثتها وسائل إعلام محلية وعالمية، وتناقلها نشطاء شبكات التواصل كالنار في الهشيم، وجذبت معها شهرة كبيرة لصاحبها الذي يسكن في حي الزيتون، بمدينة غزة.

ووصف أبو عمرو فلسطينيًا بأنه أيقونة مسيرات العودة السلمية.

ويقول الشاب: إنه حرص على التجرد من قميصه أثناء مشاركته في المسيرات ومواجهة جنود الاحتلال بصدر عارٍ في سلوك يعيد للأذهان مشاهد شبان انتفاضة الحجارة عام 1987 لكي لا يعطوا جنود الاحتلال مبررًا لإطلاق النار.

وهذا ما يثير استغراب جمال أبو عمرو، والد الجريح أبو عمرو، الذي يرافق نجله في المستشفى طوال الوقت. ويقول لـ"فلسطين"، إنه فخور بابنه، لكنه يخشى أن يصيبه مكروه.

وتمنى أن يلقى اهتمامًا أكثر من الأطباء حتى لا تتفاقم حالته الصحية بعد إصابته برصاصتين متفجرتين (مدخل ومخرج).

وأضاف: "عائد دائمًا يقول إنه فداء للوطن والقدس والمسجد الأقصى، لذلك لن يستطيع أحد منعه من المشاركة بالمسيرات".

وكان الغزِّيون أحيوا هذا العام الذكرى الـ42 ليوم الأرض بإطلاق مسيرات العودة شمال وشرق قطاع غزة، ومسير بحري أسبوعي تشارك فيه عشرات القوارب، رفضًا لاستمرار الحصار الإسرائيلي على غزة منذ ما يزيد عن 12 سنة.

ويؤكد القائمون على هذه المسيرات: إن كسر الحصار هدف مرحلي، وحق عودة الشعب الفلسطيني إلى أراضيه التي هجر منها قسريَّا إبان نكبة 48 على يد العصابات الصهيونية، هدف استراتيجي لن يتوقف الحراك الشعبي إلا بتحقيقه.

وشهدت تجمعات العودة قرب السياج الفاصل توافد عشرات آلاف المدنيين من كلا الجنسين، كبارًا وصغارًا، بينما استخدم جنود الاحتلال قوة مميتة في قمع هؤلاء؛ ما أدى إلى استشهاد ما يزيد عن 200 مواطن بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 20 ألف آخرين، بينهم حالات بتر.

وكانت مواقع إخبارية وصفحات عبرية تداولت صورة أبو عمرو وعلقت عليها بالقول: "هذا الشاب مفتول العضلات، سيبقى ذكرى خالدة"، في حين استأذن أحد الرجال الفرنسيين والده لتعليق صورة نجله في منزله بباريس.