فلسطين أون لاين

"همزة وصل" مشروع معماري يعيد لملمة شتات الفلسطينيين

...
صورة تعبيرية
غزة - مريم الشوبكي

تقطيع الاحتلال أواصر الوطن وتشتيت أبنائه كان الدافع أمام مهندسات معماريات بغزة، لتصميم مشروع تخرجهن ليكون جسرًا يعيد التواصل الذي حال دون معرفة واقعية ملموسة لطبيعة حياة وثقافة الآخر، والمشروع حصد جائزتي حسيب الصباغ وسعيد خوري، وأفضل مشروع تخرج هندسي معماري في فلسطين لعام 2018.

"همزة وصل" مشروع يدعم التبادل الثقافي الفلسطينيين ويعزز الهوية الفلسطينية ويدعم الجانب السياحي والاقتصادي، واختيرت قرية وادي الباذان في محافظة نابلس لإقامة المشروع عليها، حيث يحتوى على متحف، ومسرح، ومكتبة، وفندق، ومبنى تصوير سينمائي وآخر خدماتي مكون من مطاعم ومصلى.

لملمة الشتات

مهندسات المشروع الأربعة هن ليلى عودة، آلاء أبو سليم، شيماء الخزندار، وفرح طموس، "فلسطين" تحدثت مع م. فرح طموس، التي بينت أن فكرة المشروع جاءت للملمة شتات الفلسطينيين المتفرقين في بقاع الأرض، حيث إن فلسطين على مر العصور تعرضت لأحداث تاريخية وسياسية وثقافية واجتماعية مختلفة متغيرة انعكست كثيرًا على حياتهم.

وأوضحت طموس (23 عامًا) لـ"فلسطين" أن "همزة الوصل السياحي والثقافي" تهدف إلى الربط بين الفلسطينيين في الداخل في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والشتات وتعريفهم ببعضهم البعض، وبثقافاتهم وبلدهم وأيضًا إلى تعريف العالم العربي والغربي بذلك من خلال مكونات ومباني المشروع سواء كان بالوصولية المكانية أو من خلال الأنشطة التي ستعقد فيه مثل التواصل الالكتروني.

وادي باذان

وعن سبب اختيار قرية وادي الباذان لإقامة المشروع عليها، أرجعته إلى أن المكان هو قرية سياحية خلابة، أرضها جبلية بفارق منسوب 40م مساحتها 40 دونما ويقع بالقرب منها وادي يسمى وادي الباذان بالإضافة لموقع أثري آخر، مما يزيد من قيمة المشروع من ناحية سياحية ثقافية.

وذكرت طموس أن المشروع يتكون من مجموعة من المباني المتحف، والمسرح، والمكتبة، والفندق، وآخر لتصوير سينمائي، وخدماتي مكون من مطاعم ومصلى وإدارة، ومعرض مفتوح.

وأكدت أن إيجاد مشروع نوعي يجمع بين السياحة والثقافة والترفيه، في آن واحد وذلك من خلال حل لمشكلة نواجهها في واقعنا كفلسطينيين بالإضافة لتعزيز الجانب السياحي الترفيهي في ذات الوقت.

التحديات

ولكل مشروع متميز معيقات وتحديات، أشارت طموس إلى أن المعيقات بدأت منذ لحظة البحث عن قطعة الأرض الملائمة للمشروع في نهاية الجزء النظري، لأن البحث كان عن قطعة أرض جبلية في الضفة الغربية، والصعوبة كانت في التواصل مع الجهات المعنية في غزة ورام الله للتعاون للحصول على المخطط الهيكلي للمحافظة استغرق ذلك وقتًا وجهودًا كبيرة.

وفي الجزء العملي، لفتت إلى أن عدم زيارة القائمات على المشروع للموقع كونها في محافظة نابلس وذلك لدراستها وفهم طبيعتها قبل البدء بالعملية التصميمية.

وأوضحت طموس أن التحديات في بداية العملية التخطيطية والتصميمية لمشروع على أرض جبلية لأول مرة صعبة فيها تحدٍّ كبير إما نجاح تام بتميز أو فشل، حيث إنها تتطلب دراسة دقيقة لتخطيط واختيار أفضل الحلول من ناحية ممرات الحركة والوصولية للمباني وعلاقتهم ببعضهم بشكل متناسب مع طبيعة الأرض.

ولفتت إلى أن التحدي في تصميم المباني على أكثر من منسوب، فمثلاً مدخل المبنى من الجهة الأمامية ممكن أن يؤدي لطابق أول ومن جهة أخرى مدخلها يؤدي لطابق ثالث تبعًا لاختلاف المنسوب الواقع عليه كل مبنى.

وبينت طموس أن المدة التي استغرقها الجزء النظري من المشروع أربعة شهور، والتصميم استغرق أربعة شهور أخرى.

تميّز

وعن المتميز في المشروع ليحصد الجائزتين، ذكرت أن نوعية المشروع تفرد بجمعه بين السياحي الثقافي والسياحي الترفيهي في ذات الوقت من خلال مرافقه، وحله لمشكلة يواجهها الواقع الفلسطيني.

وأوضحت طموس أن وجود العديد من التحديات في المشروع أهمها تخطيطه وتصميمه على أرض جبلية واجتياز هذا التحدي بتميّز وبفترة زمنية تعدّ قصيرة على تحدٍّ كهذا، واختيار موقع مميز للمشروع فمنطقة واي الباذان سياحية خلابة مع وجود موقع أثري بجوار أرض المشروع.

وبينت أن المشروع حصد جائزة حسيب صباغ وسعيد خوري للهندسة في دورتها الثالثة، وحصد جائزة كأفضل مشروع تخرج هندسي معماري في فلسطين لعام 2018، وأيضًا كرمته رئاسة الجامعة الإسلامية على تميّز المشروع.

وعن إمكانية تطبيق المشروع على أرض الواقع، أشارت طموس إلى أن المشروع قابل للتنفيذ على أرض الواقع، حيث إنه مصمم على أرض مفرزة سياحي تم دراسته جيدًا من عدة نواحٍ ليكون واقعيًا قابلًا للتنفيذ.

ولفتت إلى أنه تميز بواقعيته في التصميم من ناحية مراعاة اندماجه مع الموقع المحيط فيه واختيار مواد تشطيب من نفس البيئة، بالإضافة لتوافر كافة المخططات التصميمية اللازمة من مساقط وقطاعات وواجهات ومخططات صحية وميكانيكية بالإضافة لمخططات اللاندسيكيب.