لا يخفى على أحد أن المرأة العربية باتت في العصر الحديث تحاول اللحاقوالتقليد بالمرأة الغربية , سواء باتباعها بالقول أو اللبس أو الفعل , ويسمى هذا بالتقليد الأعمى, فكثيرون يلجؤون إلى التقليد عن قصد أو عن غير قصد، بغرض تحقيق نزوات أو رغبات نفسية معينة في غالب الأحيان, دون الانتباه الى ان بعض العادات والتقاليد لا تتناسب مع المجتمعات العربية, إن متناقضات الفكر والحياة الغربية تضاعفت مع التقدم التقني والمعلوماتي, من تفكك للأسرة والمغالاة في الحرية المتسيبة والترف وإخلال في المناهج التربوية وشيوع المخدرات والأمراض الخطيرة .
وبعد ان صدرنا للغرب العلم والمعرفة وقواعد الآداب وفنون الاتيكيت , وقوانين المعاملات الدولية والشخصية, حتى باتت تشاهد في متاحفهم وساحاتهم تماثيل أطبائنا وعلمائنا العظماء, بتنا في الوقت الراهن نستورد منهم حضارتهم الزائفة ونهرول وراء تقليعات العصرنة الحديثة والتبعية العمياء للغرب , ان عدم الشعور بالهوية سيؤدي الى هشاشة الشخصية وسهولة انقيادها لتقليد نماذج غربية , ويا ليتنا قلدنا وحاكينا النماذج الغربية للمرأة بصورة صحيحة.
وتقليد النساء للغرب كاد يصبح ظاهرة مرضية منتشرة الارجاء ، فقد اتبعوا الغرب في ملابسهم، وقصات شعورهم، وحركاتهم وطريقة تصرفاتهم في الأكل والشرب والمشي وطريقة التحدث حتى باتوا يتلفظون بألفاظ دخيلة بين كل جملة وأخرى ، واتجهوا إلى الوجبات السريعة، ومشروبات الطاقة، ولم يعد يعجبهم طعام البيت، أو أفكار الأهل، واتخذوا من الموسيقا الغربية والرقص الغربي ملاذاً لهم وهروباً من الواقع , وانتشار الدخان والشيشة بين النساء.
تقليعات غريبة، تجتاح فضاءات التواصل الاجتماعي، فيس بوك , وتويتر , وسناب شات , وغيرها من وسائل التواصل بين الفينة والأخرى، تبرز هوس الفتيات بالثقافة الغربية واندفاعهم إلى محاولة تقليدها تقليدا أعمى واستهلاكها دون وعي بحقيقتها ومخاطرها , وآخر التقليعات كانت رقصة كيكي، وهي رقصة يؤديها الفرد بعد ترجله من سيارة أثناء سيرها، على أنغام أغنية النجم “دريك”، “In My Feelings”، والتي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي, غير أن رقصة كيكي، لا تعد الأولى في تاريخ التقليد الأعمى للثقافات الغربية التي لا تتناسق مع مبادئ المجتمعات العربية.
يمكننا ان نستفيد من ايجابيات الغرب اذا اردنا ان نحاكيهم ونقلدهم في الايجابيات دون التخلي عن العمود الفقري من ثقافة وتراث وقيم , والتي نفتقر لها في العالم العربي مثل التقدم العلمي والاقتصادي واحترام المواعيد وحرية الرأي والتفكير بطريقة علمية منهجية؟ لكن المشكلة أن بعض النساء لا يقلدن الغرب الا في الجوانب السلبية .. فهل تقليد الغرب هو تطور ام هوس وتهور؟ وهل التقليد الأعمى للغرب عبارة عن محاكاة روح الفتيات للموضة أم هو تقدم نحو الأفضل؟