فلسطين أون لاين

​محللون إسرائيليون: الجيش عجِز عن توسيع عدوانه على غزة

...
"نتنياهو " فضل الهدوء على الحرب
القدس المحتلة - فلسطين أون لاين

استقرت التهدئة في قطاع غزة، منذ مساء الثلاثاء، ووجهت انتقادات إسرائيلية واسعة إلى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بادعاء عدم معاقبة غزة، وحماس خصوصًا، على إطلاق نحو 400 قذيفة صاروخية باتجاه المستوطنات المحاذية لغزة، إلا أن المحللين في الصحف العبرية عبروا أمس عن تفهمهم لقرار (الكابينت)، مؤكدين أن حركة حماس حافظت على مكانتها كقائدة للمقاومة في القطاع.

وتوقع المحللون أيضًا أن جولة قتالية أخرى قادمة من دون شك. وأشاروا إلى أن الخيارات التي بحثها (الكابينت) كانت إما التهدئة وإما الحرب.

وكتب المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوءاف ليمور، أن "القرار نفسه بالامتناع عن الحرب هو قرار شرعي، حتى لو بدا بنظر معظم الجمهور أنه خاطئ"، مشيرًا إلى أنه "كانت أمام أنظار صناع القرار ما يكفي من الأسباب من أجل عدم الانجرار إلى تبادل ضربات واسعة، بينها التحسب من التورط، وسقوط إصابات عديدة ودمار كبير في الجانب الإسرائيلي".

وعزا ليمور أسباب عدم الانجرار لعدوان على غزة، نظرًا "لبدء فصل الشتاء، والانصراف إستراتيجيًّا عن الالتفات إلى الجبهة الشمالية، والإدراك بأنه في اليوم التالي بعد العدوان لن يتغير شيئًا في غزة وإنما العكس، إذ سيسوء الوضع".

وتوقع ليمور أن استئناف المحادثات بين (إسرائيل) وحماس، بوساطة مصر والأمم المتحدة وقطر ودول أخرى، حول التهدئة وتبادل أسرى وتخفيف الحصار "يضمن أن الصداع الغزي سيستمر في مرافقتنا في الفترة القريبة أيضًا. وبغياب قرار بشأن حل إستراتيجي، ستواصل (إسرائيل) إخماد الحرائق. وهذه سياسة شرعية رغم خطورتها، لأنها تبقي حيز مناورة أوسع مما ينبغي بأيدي الفصائل في القطاع".

"نتنياهو يتفهم"

واستعرض المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هرئيل، الاعتبارات التي قادت نتنياهو إلى اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار، والعودة إلى مسار التهدئة. واعتبر أن نتنياهو "يفضل الهدوء على الحرب، ومستعد لتحمل مخاطر ليست صغيرة من أجل التوصل إليه".

ونقل هرئيل عن مشاركين في اجتماع الكابينت، أمس، قولهم إن "نتنياهو لا يرى بأحداث الأيام الأخيرة تغيرًا جوهريًا للوضع على الأرض. وبالنسبة له، التصعيد كان مسألة تكتيكية ويعيد الجانبين إلى النقطة نفسها التي بدأت بها الاتصالات حول (التهدئة)، وبالتأكيد لا حاجة إلى فرض تغيير في المستوى الاستراتيجي. إضافة إلى ذلك، فإن نتنياهو تفهم، بقدر معين، دوافع حماس".

ولفت هرئيل إلى متغير آخر لعب دورًا في اتخاذ القرار، وهو التوقيت، وذلك بسبب حقيقة أن هذه الجولة القتالية نشبت في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية في خانيونس، مساء الأحد الماضي، "والاعتقاد هو أنه في هذه الحالة، كان من الصعب على (إسرائيل) إظهار قوتها".

لكن هرئيل لفت في الوقت نفسه إلى أنه "حتى لو يقُل ذلك صراحة، فإن الكابينت يستعد لاحتمال تشوش الخطط والاتصالات حول التسوية مرة أخرى ويشتعل الجنوب. وعندها سيُطرح خيار الاجتياح البري للقطاع مجددًا على الطاولة، وربما أكثر من ذلك".

وأضاف: "يبدو أن رئيس الحكومة يؤمن بأن في إمكانه الاستمرار في دفع العلاقات مع دول الخليج بعد الزيارة العلنية إلى عُمان، وربما الاستعانة بها من أجل ضخ أموال إلى القطاع من أجل تخفيف مشكلات البنية التحتية هناك. وما زال هناك التهديد الإيراني في سوريا ولبنان، الذي يستوجب برأي نتنياهو رصد انتباه وموارد".

حماس تنتصر

وفي السياق، رأى المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أليكس فيشمان، أن "حماس تستعرض نصرًا، إذ إنها جلبت (إسرائيل) إلى وقف إطلاق نار مريح لها، ولم تركع وبثمن معقول".

وشدد على أنه "لا توجد دروس سياسية هنا، ولأنه لا توجد أي نية لدى حكومة نتنياهو بتغيير الستاتيكو (الوضع القائم) مقابل الفلسطينيين عامة ومقابل القطاع خاصة، فإنه لم يتبقَ سوى الانشغال بدروس عسكرية، مثل التحقيق في قصف حافلة الجنود".

وعدَّ المحلل السياسي في صحيفة "معاريف"، بن كسبيت، أن "نتنياهو قد يكون عمل بشكل صحيح في مجمل الاعتبارات الإسرائيلية التي يتعين على قائد أن يدرسها".

ومن الجهة الأخرى، أشار إلى أنه تعين على نتنياهو قول "الحقيقة" للجمهور الإسرائيلي، وهي برأيه أنه "لا يوجد الآن من يمكن الانتصار عليه. ولا يوجد سبب لدفن ثمانين شابًا (من الجنود الإسرائيليين). لدينا مهمات ملحة ومهمة أكثر. تركيزي على الجبهة الشمالية. وأستعد لخطة دونالد ترامب. لا يوجد حل سحري لغزة".

وتابع كسبيت أن نتنياهو لا يمكنه قول ذلك للجمهور لأنه سيخسر ناخبين لمصلحة رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، أو رئيس حزب "يسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان.