انتهت تفاصيل عملية خان يونس المُعقدة، لكن تداعياتها ستستمر، إذ فتحت الباب أمام تبادل الاتهامات والمزايدات بين القادة الإسرائيليين عبر وسائل الإعلام العبرية، بعد الإقرار بفشل العملية.
وتزامنت العملية مع سجال سياسي بين وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت، ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان، الذي اتهمه "بينيت" بالفشل، وهو سجال يدور منذ أشهر تغذيه انتخابات "الكنيست" المقررة مطلع العام المقبل 2019.
ويرى مختصون في الشأن الإسرائيلي أنه بات من الواضح تخبط الاحتلال في التعامل مع قطاع غزة منذ انطلاق مسيرات العودة الكبرى في 30 مارس/ آذار الماضي، وترافق ذلك مع إفشال عددٍ من العمليات الاستخبارية الإسرائيلية.
ويقول الباحث أيمن الرفاتي إن عملية خانيونس ستعود بالفشل على المستويات العسكرية والسياسية، ومن اتخذ قرار تنفيذها في هذا التوقيت، في إشارة إلى ليبرمان.
وأوضح الرفاتي في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن هذا الفشل سينعكس سلبًا على الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، مرجحًا أن تظهر الكثير من المزايدات بين قادة الاحتلال في الأيام القادمة.
وأضاف: "ما حدث ليس سهلًا، ولا يمكن أن يتم دون قرار من المستوى السياسي، الأمر الذي سيدفع نتنياهو للتنصل منه بسبب وجوده في فرنسا لحظة وقوعها".
وبحسب الرفاتي فإن بينيت سيندفع نحو إعطاء صورة واضحة للمجتمع الإسرائيلي بضعف ليبرمان وعدم قدرته على إدارة المرحلة الراهنة.
وأشار إلى أن فشل عملية خانيونس هو تتويج لفشل متكرر للاحتلال في التعامل مع غزة ومقاومتها بجميع أشكالها الشعبية والعسكرية.
وقال الرفاتي: "الاحتلال تطلّع لمهمة ناجحة ومغادرة القطاع بسلام، لكن المُعادلة هذه المرة تغيرت مع تطور قدرات المقاومة، إذ بات باستطاعتها ضبط الأوضاع الأمنية بشكل أكثر دقة".
ويرى الرفاتي أن فشل الاحتلال في هذه العملية ينطبق على تخبطه في التعامل مع مسيرات العودة، في ظل عدم نجاح قدرتها على بث الإحباط والتشويش بين المشاركين "وهو ما انعكس على المستوى السياسي ودفعه لتقديم تنازلات لغزة".
مزايدات إسرائيلية
ويتفق مع ذلك المختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة، قائلاً: "هذا الأمر سيفتح الباب واسعًا أمام المزايدات بين وزراء حكومة الاحتلال وخاصة ليبرمان وبينيت".
وبيّن جعارة في حديث لصحيفة "فلسطين": ليبرمان وبينيت يعيشان حالة من الهجوم الكاسح وتبادل الاتهامات منذ زمن تشكيل نتنياهو الحكومة.
وتوقع أن تؤثر العملية في نتنياهو في الانتخابات المُقبلة، خاصة مع التحقيقات التي تجريها شرطة الاحتلال في قضايا فساد متعددة، وتحديداً القضية (3000)، عدا عن اتهامه من المستوى العسكري بغياب أي بعد إستراتيجي في التعامل مع غزة والضفة أيضًا.
وأيّد جعارة الرفاتي بفشل عملية خانيونس على مستوى كل المقاييس، مشيرًا إلى أن التعتيم الإعلامي الإسرائيلي عن الهدف الحقيقي للعملية واستخدام التضليل لتشتيت إدراك الجهور يثبتان مدى فشل الجيش في المهمة المطلوبة.