سلطت عملية إطلاق صاروخ الكورنيت على حافلة عسكرية إسرائيلية أول من أمس الاثنين شرق قطاع غزة على هذا النوع من العمليات والهجمات المسلحة للمقاومة الفلسطينية.
فقد أخذت المقاومة أبعادا متقدمة في استخدام أساليب جديدة ومتطورة في استهداف جنود الاحتلال والمستوطنين، وساعد في حدوثها امتلاك قوى المقاومة للمزيد من العتاد والتسليح، ومن أبرز أشكال هذا التطور إطلاق النار على الدوريات العسكرية وقوافل المستوطنين، واقتحام المواقع العسكرية والمستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويأتي من بينها إطلاق صواريخ الكورنيت، في أحيان متباعدة.
في حين أن عمليات إطلاق النار تتم بشكل دوري، وبشكل كبير نسبيًا، لكن استخدام صواريخ الكورنيت والقذائف الموجهة تغلب عليه الندرة والتباعد، نظرا لنتائجه الثقيلة على الاحتلال، وإمكانية أن يستتبع ردود فعل قاسية، مما قد يجعل المقاومة تلجأ إليه في المواقف المفصلية التي تريد منها جباية ثمن باهظ من الاحتلال.
تنوعت عمليات إطلاق النار والقذائف الصاروخية، ومن بينها صواريخ الكورنيت، لتأخذ شكل إطلاق النار على مستوطنة حينًا، وعلى موقع أو برج عسكري حينًا آخر، وعلى سيارة عسكرية أو قافلة استيطانية حينًا ثالثًا، أو أي هدف إسرائيلي يتاح لفصائل المقاومة، وقياسًا لمستوى هذه العمليات وتخطيطها وطبيعة الهدف الخاص بها تكون نتائجها، فالتخطيط الجيد يقود إلى تنفيذ جيد، وبالتالي إلى نتائج جيدة في معظم الأحيان.
تشكل صواريخ الكورنيت، رغم تباعد استخدامها من المقاومة الفلسطينية، تحولا في أساليبها، وتتمثل في تكتيك جديد يقوم على اعتبار البندقية والصاروخ أفضل من القنبلة، وهو ما يراه الخبراء خطوة قد تؤدي لتسهيل العمليات ضد قوات الاحتلال، والحصول على قدر أكبر من التبرير السياسي.
ولعل ما يقلق إسرائيل من الخلايا المتخصصة بالكمائن والقنص وإطلاق صواريخ الكورنيت هو نوعية الأهداف التي يختارونها، فخبرتها وقدرتها تشير لقدرة عسكرية تستحق الثناء، كل العمليات كانت بحاجة لرصد، وإعداد، ومنطقة داعمة تمكن السمك من الغوص في مياهه، هكذا تفعل المقاومة الآن، مما يمنحها الاحترام والتقدير في الشارع الفلسطيني.
إن إطلاق صواريخ الكورنيت والقذائف الصاروخية، يعني استنزاف الآلة الحربية الإسرائيلية، وبالتالي الهجوم على ما يعرف بـ"كبرياء" الجيش الإسرائيلي وعلى مستوى الصراع الإعلامي الدولي.
أخيرا.. ترك استخدام الكورنيت نتيجتين مهمتين: أولاهما سلب المبررات الأخلاقية من الاحتلال، وعلى مستوى الصراع الإعلامي لا يرفض أحد مقاومة شعب يرزح تحت الاحتلال منذ 70 عامًا، عندما يخوض هذا الشعب صراعًا ضد جنود الاحتلال، وثانيتهما نجاح العمليات التي يقوم بها رجال خلايا المنظمات بتوجيه ضربة قاسية لكبرياء الجيش الإسرائيلي ولصورته التي لا تهزم ولقوة ردعه.