جاء رد غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية على جريمة الاحتلال الإسرائيلي شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، ليعكس حالة الانسجام بين الفصائل في مواجهة الاحتلال، وفق مراقبين سياسيين.
وقال المراقبان في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين"، إن هذا الانسجام عزز قدرة المقاومة في الرد على جريمة اغتيال 7 مقاومين من كتائب عز الدين القسام خلال تصديهم لقوة إسرائيلية تسللت شرقي خان يونس، مساء أول من أمس.
وردًا على ذلك، أعلنت الغرفة المشتركة أنها استهدفت حافلة تقل جنودًا إسرائيليين بصاروخ "كورنيت"، وإطلاق سلسلة رشقات صاروخية صوب المستوطنات والمواقع العسكرية التابعة لجيش الاحتلال، في "غلاف عزة".
وعدَّت الغرفة في بيان، أمس، إفشال المقاومة للعملية شرقي خان يونس، والتصدي لجنود القوة الخاصة الإسرائيلية "مؤشرا جديدا على أن المقاومة هي محط آمال شعبنا، وحامية أرضه والأمينة على قضيته ومستقبله".
جاهزية عالية
وإذ يصف الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، جريمة الاحتلال "بـالغادرة، والدقيقة والخطيرة جدًا، تخللها التوغل في قطاع غزة واستخدام أجهزة الكترونية"، يقول إن كتائب القسام نجحت في التصدي لقوة جيش الاحتلال الخاصة.
ونبَّه عوكل إلى أن الأوساط السياسية والعسكرية في (إسرائيل) كانت تعتقد أن الحديث عن جهود للتوصل إلى تثبيت وقف إطلاق النار بجهود مصر والأمم المتحدة، أضفى حالة من الاسترخاء لدى الفصائل العسكرية بغزة.
وذات الأوساط الإسرائيلية، بحسب عوكل، توقعت أن تنجح العملية مئة بالمئة في شرقي خان يونس، ولو كانت تعتقد أن العملية ستفشل إلى حد يقتل فيه قائد القوة الخاصة، ويجرح آخر من الضباط الإسرائيليين، لكان امتنع جيش الاحتلال عن تنفيذها.
ولفت إلى أن الجاهزية عالية لدى كتائب القسام، وهي لم تركن إلى التهدئة، وقد تعلم الجميع من التجارب مع الاحتلال الذي لا يثق به أحد.
وتابع: "كل المرات التي جرت فيها تهدئة كانت (إسرائيل) لا تتوقف عن الانتهاكات، ولذلك جاء الرد موضعيا وسريعا وأدى إلى فشل ذريع للعملية الإسرائيلية".
وعدَّ عوكل إصدار بيان موحد عن الغرفة المشتركة ردًا على جريمة الاحتلال، يعكس شكلا متقدما من التنسيق والانسجام بين الفصائل العسكرية مع المستوى والموقف السياسي.
وقال: "القسام عندما تعرض لعناصر القوة الإسرائيلية واشتبك معهم، أطلقت في نفس الوقت بضعة صواريخ وقذائف ضمن ردها الموضعي المهم والناجح بشدة، ولم يذهب بعيدًا في الرد حتى لا يعطل قرار القيادة السياسية بشأن وقف إطلاق النار".
عيون ساهرة
من جهته، رأى المختص في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، أن عملية جيش الاحتلال شرقي خان يونس مخطط لها منذ فترة طويلة.
وأوضح شديد أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عندما صدق على توصيات وزير جيشه ووزير أركان الجيش، كان على ثقة بهذه الأطراف بأن العملية ستنجح تمامًا، ولن يتم كشفها.
وأضاف أن نتنياهو وافق على تنفيذ العملية ظنًا أن الصيد ثمين هذه المرة، وتستحق ذلك، محاولاً بذلك إفشال جهود تثبيت وقف إطلاق النار.
وعدَّ أن اكتشاف كتائب القسام للقوة الخاصة الإسرائيلية وملاحقتها ومحاصرتها وقتل قائدهم "نجاح كبير وانتصار وإفشال للعملية الأمنية الاستخبارية الإسرائيلية"، مشيرًا إلى أن "لا أحد يشكك في هذا".
ورجح شديد أن قيادة الاحتلال راهنت أن الوساطات القطرية والمصرية والأممية خلقت حالة من الهدوء لدى "القسام"، لكن ما حدث شرقي خان يونس، كشف العكس، فكتائب القسام ما زالت عيونها ساهرة ويقظة وكأنه لا يوجد تهدئة.
وأشار إلى أن فصائل المقاومة في غزة على مستوى عالٍ من المسؤولية، وهناك حالة من الانسجام في الرد على انتهاكات الاحتلال، لافتًا إلى أهمية دور حركتي حماس والجهاد الإسلامي في ذلك.