"يا أمي أنا بردان ضميني بحنانك وعطفك دفيني .. إلى أحن الناس على قلبي أمي" كانت هذه رسالة خطها الأسير حسام الزعانين (28 عاما) لوالدته.
وتلقت فريال الزعانين، رسالة ابنها عبر الأسير المحرر ماهر البسيوني، الذي أفرج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي، نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
وبعيون تملؤها الدموع، تحدق والدة الأسير نظراتها نحو الرسالة التي كتبتها أنامل نجلها وتوسطتها وردة حمراء وشمعتين.
واعتقلت قوات الاحتلال الزعانين في24 يوليو/ تموز 2013، أثناء مغادرته للعلاج في أحد مستشفيات الضفة الغربية المحتلة عبر حاجز بيت حانون، شمال قطاع غزة، وحكمت عليه بالسجن 17 عاما.
وتشير الزعانين (59 عاما)، خلال مشاركتها اعتصام أهالي الأسرى الأسبوعي، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر غرب مدينة غزة، أمس، إلى أن نجلها أجرى عملية زراعة أعصاب وأوتار في يده اليسرى، داخل إحدى المستشفيات الإسرائيلية، مؤخرًا، وهو بحاجة إلى علمية أخرى كي يستعيد عافيته ويقوى على الحركة.
وتمكنت الزعانين، قبل نحو ثلاثة أسابيع من زيارة ابنها في سجن "نفحة"، بعد أن حرمت من زيارته منذ سبعة أشهر، مشيرة إلى أنه يعانى من أوضاع سيئة ويشتكى من سياسة إدارة السجون التعسفية في التعامل مع الأسرى، كاقتحام غرفهم وضربهم ونقلهم بين الفينة والأخرى، ما أدي لتدهور وضعه الصحي.
وتخشى الزعانين أن يتعرض نجلها للاعتداء والضرب مجددا من سجون الاحتلال، وأن تتدهور حالته الصحية مجددا ويحكم على العملية التي أجراها بالفشل.
وتقول والدة الأسير، وهي ترفع بين يديها صورة نجلها، والرسالة التي وصلت منه: "اشتقت كثيرًا إلى حسام، وأخشى أن يصيبه أي مكروه داخل السجون".
وتدعو الزعانين، المقاومة الفلسطينية وكافة المعنيين لوقف جرائم الاحتلال بحق الأسرى، وإطلاق سراح الأسرى ونجلها ليعود إلى ابنتيه "حلا" و "آية" عن فترة غيابه عنهن.
وشهد الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى، حضورًا فاعلًا من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، وأسرى محررون، ولفيف من المختصين والمهتمين في قضايا الأسرى.
فرحة منقوصة
من جانبه، دعا الأسير المحرر مصطفى أبو هنية، أبناء شعبنا وفصائله للوقوف إلى جانب الأسرى والعمل بكل الوسائل لتحريرهم من خلف أسو سجون العالم.
وقال أبو هنية لصحيفة "فلسطين" أثناء مشاركته في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى، إن الأسرى يعانون أوضاعًا مأساوية؛ بسبب جرائم الاحتلال بحقهم، كسياسة الاهمال الطبي، واقتحام غرفهم وتعريضهم للضرب والنقل بين السجون.
وأفرجت قوات الاحتلال, الأسبوع الماضي، عن أبو هنية (45 عاما) بعد أن أمضى 15 عاما في سجون الاحتلال.
من جهته، قال الأسير المحرر سعيد أبو عودة، إن فرحته بالحرية منقوصة، لأنه ترك خلفه آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، داعيا المقاومة لتبييض السجون وإنهاء معاناة الأسرى.
وأكد أبو عودة أن الأسرى يتابعون القضايا الوطنية، ويأملون بإتمام الوحدة الوطنية لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.
وأفرجت قوات الاحتلال عن الأسير سعيد أبو عودة من بلدة بيت حانون، الأسبوع الماضي، بعد انتهاء مدة محكوميته البالغة (16عاما).
وتعتقل سلطات الاحتلال نحو 6500 أسيرًا فلسطينيًا بينهم 450 معتقلا إداري.