فلسطين أون لاين

"سكايب" وسيلة البرعي لتعليم المحادثة بالإنجليزية

...
​غزة/ نسمة حمتو:

فكرة التواصل مع العالم الخارجي الهدف منها تعزيز الجانب النفسي للطالبات وزيادة ثقتهن بأنفسهن وقدراتهن على التواصل مع العالم الخارجي، رغم ما يعانيه قطاع غزة من حصار وانقطاع التيار الكهربائي، وما يترتب عليه من انقطاعٍ للإنترنت وضعف التواصل مع العالم.

هذا ما شجع إيمان البرعي المعلمة في مدرسة الفالوجا الأساسية للبنات شمال قطاع غزة على اختراع طريقة تساعد طالباتها في التواصل مع طلاب ومدرسين أجانب من دول مختلفة لتساعدهن في تعزيز ثقافتهن اللغوية.

البرعي قالت إن هدفها من إنشاء هذه المنصة الإثبات للعالم أن المعلم الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة قادر على قهر كل أنواع الحصار، وبإمكانه اجتياز الحدود باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي.

وأضافت البرعي لـ"فلسطين": "الهدف كذلك كان إعطاء فرصة للطالبات ليعبرن عن قدراتهن وإبداعاتهن وإظهارها للعالم الخارجي، ليجسدن أروع صورة للطلبة المحرومين من كثير من الإمكانات".

ونبهت المعلمة الفلسطينية إلى أن الهدف الثاني من هذه المنصة تعزيز الشعور بالثقة والإنجاز كي يصبح لدى الطالبات رغبة شديدة للدراسة وبالتالي زيادة المستوى التحصيلي لهن.

وتابعت قولها: "في البداية كانت الفئة المستهدفة هن طالبات في الصف الثاني عشر، وهي مرحلة عالية الأهمية في المجتمع الفلسطيني"، مستدركة بقولها: "ولكن المعظم يتعامل مع هذه المرحلة على أنه لا مجال فيها لأي إنجاز غير شرح المنهاج، وهذا خطأ كبير في حقنا كمعلمين و حق طالباتنا".

وأكدت البرعي أن الوسائل التقليدية تطمس الإبداع خاصة في هذه المرحلة العمرية، مضيفة: "نحن بحاجة ماسة لأنشطة لا منهجية لتعزيز دافعية الطالب نحو الأنشطة المنهجية".

وقالت: "بدأت بعمل توأمة مع زميلتي إيمان عودة من مدرسة بنات كفر ثلث من مديرية قلقيلية بالضفة الغربية، حيث أجرينا لقاءات صفية ومسابقات منهجية بين طالباتنا، وعززنا هذه اللقاءات الصفية بلقاءات أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واستثمرنا الإجازة النصفية في مراجعة منهاج الفصل الأول بعمل مسابقات أون لاين بين الطالبات".

ومضت بالقول: "كانت اللقاءات مثمرة جدًا، وزادت من حماسة ودافعية الطالبات، كما أثرت في سلوكهن"، موضحة أن سلوك كثير من الطالبات تعدل، لتتاح لهن الفرصة للمشاركة في حصص "سكايب"، فأصبحت المشاركة كمكافأة من وجهة نظرهن".

وبينت البرعي أن هذا الأسلوب قادها لتطوير التوأمة لتصبح ثلاثية بعد مشاركة مدرس آخر مصري يعمل في البحرين في هذه الحصص، مضيفة: "أجرينا حصصا ثلاثية، وعملنا مسابقات من خلال تطبيق Kahoot الذي جذب الكثير من الطالبات، حيث يتطلب من الطالبة التركيز والسرعة في الإجابة حتى تكون الفائزة".

الناحية التحصيلية

وأكملت حديثها: "كما أجريت لقاء عبر سكايب، وشرحت حصة صفية لطلبة البحرين، وهذا العام نستكمل هذه المبادرة لنتخطى حدود الوطن العربي لننقل صورة مشرفة للمعلم والطالب الفلسطينيين بأننا قادرون رغم القصف وانقطاع الرواتب، وأن إرادتنا أقوى من كل ما نُرغم عليه".

وعدت المعلمة البرعي أن لهذا الأسلوب فائدة رائعة من الناحية النفسية ومن الناحية التحصيلية، مشيرةً إلى أنه عقد لقاء مع المعلمة Milena من صربيا تحدثت فيه مع الطالبات لتقوية مهارة المحادثة باللغة الإنجليزية.

وقالت: "تلك المهارة مهملة في المنهاج بسبب نمط الامتحان، ونحن أيضًا بصدد التنسيق للقاء آخر مع المعلمة Anna من روسيا، وسنستمر في تلك اللقاءات على مدار العام".

أما فيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت الفريق أثناء مدة عمله، أضافت: "من أكبر الصعوبات انقطاع الكهرباء والإنترنت، لكننا تغلبنا على هذه المشكلة حسب جدول الكهرباء"، مؤكدة أن هذا الأسلوب شجعها على الارتقاء بمستوى طالباتها نفسيًا وزيادة ثقتهن بأنفسهن ودافعيتهن نحو التعلم وزيادة مستواهن التحصيلي.

قهر الصعوبات

وبينت البرعي أنها خصصت جزءا من التواصل مع طالباتها باتباع نمط التعلم النشط كالألعاب التربوية والوسائل والمسابقات رغم أنهن في الثانوية العامة، قائلة: "جميعنا يعلم أن فكرة المجتمع فيما يتعلق بطريقة التدريس الامتحان ونمط المحاضرة فقط، لكنني أيضا تحديت هذه الفكرة".