"(إسرائيل) خسرت مقاتلًا سريًّا متعدد الأفعال"، بهذه الكلمات كشف وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان عن المكانة الأمنية التي حظي بها المقدم الذي وقع كـ"صيد ثمين" للمقاومة، وقُتل خلال عملية أمنية عسكرية إسرائيلية فاشلة واشتباك استمر لساعات، ليلة أول من أمس، شرقي محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة.
القتيل الإسرائيلي الذي يشغل منصبًا رفيعًا في جيش الاحتلال هو المقدم محمود خير الدين، تداول اسمه الجمهور الإسرائيلي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهو من قرية حرفيش الدرزية في الأراضي المحتلة عام 1948، ويعمل نائباً لقائد وحدة الكوماندوز سييرت مجلان.
وتعقيبًا على المعلومات التي سربها الجمهور، طالبت "أريئيلا بن أبرهام" مسؤولة الرقابة العسكرية، وفي لقاء نادر لها مع "راديو إسرائيل"، الجمهور والشخصيات الإسرائيلية بالتوقف عن نشر معلومات قد تمس بـ(أمن الدولة)، واصفة العملية التي قتل فيها المقدم "م" بـ"المعقدة".
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية أن القتيل هو الأعلى رتبة الذي يُقتل منذ عدوان 2014 على قطاع غزة.
وبالنظر إلى حجم الخسائر التي تكبدها جنود وحدة الكوماندوز الخاصة في جيش الاحتلال، فإنها أثّرت على زيارة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى فرنسا للمشاركة في حفل إحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى، وقطعها عائدًا إلى (إسرائيل) بوجه شاحب وقلق.
الخبير في الشأن الصهيوني محمود مرداوي، أكد أن العملية العسكرية الفاشلة شرق خانيونس "تركت في صفوف الاحتلال خسارة فادحة في ظل اتباعه لأسلوب لا يريد أن تطلع عليه المقاومة".
وشدد مرداوي في حديث لصحيفة "فلسطين" على أن مقتل الجندي ذي الرتبة العسكرية العالية، بعد حصوله على دورات أمنية وعسكرية دقيقة، تؤثر في نفسية جنود ووحدات الاحتلال، الذين يحسبون حسابات كثيرة عند أمرهم باقتحام غزة.
وقال: "نتائج العملية، ورغم الدماء التي نزفت لسبعة شهداء عظام، إلا أن المقاومة وخيار سلاحها يؤتمن عليه، وأوصلت رسالة للاحتلال بأن أي معركة قادمة سيكون نموذج العملية ما سيحصل مع جنوده".
وأضاف: "القيادة الإسرائيلية سترتدع، ومستوطنو (غلاف غزة) شاهدوا أن الأمور صعبة للغاية وما يتم وعدهم من الجيش وقدراته وسلاحه بالأمس ثبت أنها مضخمة"، مشددًا على أن العملية أثبتت أن المقاومة جاهزة وتمتلك الإرادة وتثخن في العدو ومستوطنيه.
وأشار إلى أن نتائج العملية وآثارها التي من المؤكد أن يكون نتنياهو صدق عليها، لم تكن في مخيلته أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، وأن يقطع زيارته من فرنسا باحثًا عن وقف التصعيد.
وأكد أن الاحتلال مجرم، ولا يلتزم بمعاهدات ولا يخضع إلا بالقوة، ولا يتردد بتنفيذ الجرائم، قائلا: "ما جرى بالأمس كان درسًا لن ينساه، وسيبقى محفورًا بوعي قيادته أن غزة مقبرة للغزاة وليس من السهل العبث فيها".
رقابة عسكرية
إلى ذلك أثارت النائب في الكنيست شيلي يحيموفتش، ضجة في (إسرائيل) عقب نشرها منشورًا تنعى فيه الضابط الإسرائيلي الذي قتل خلال العملية الفاشلة في قطاع غزة، بعد أن عدته الرقابة العسكرية مخالفة لأوامرها بعدم نشر معلومات حول هويته.
وكان موقع "واللا" ذكر أن جيش الاحتلال لا ينوي بهذه المرحلة الكشف عن هوية الضابط القتيل في العملية، وأنه اكتفى بالتصريح بأنه برتبة مقدم ويخدم في وحدة عسكرية خاصة ولا ينوي الإفصاح عن هويته أو مكان سكنه أو الوحدة التي ينتمي إليها.
ونشرت يحيومفتس في صفحتها بـ"فيسبوك" منشورا تنعى فيه الضابط، أرفقتها مع صورة مشوشة له وهو يحتضن طفليه دون أن تذكر اسمه.
كما أن النائب كسانيا سباتلوفا خالفت هي أيضًا قوانين الرقابة ونشرت تفاصيل ومعلومات عن الضابط، وتطرقت إلى مباحثات وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة بغزة.