"حرب يومية".. بهذه الكلمات بدأ الناشط حسن شبيطة موثق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه في بلدة عزون 10 كم شرق قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة.
ويوضح شبيطة لصحيفة "فلسطين" أن ما يجري من تفاصيل يومية في بلدة عزون ومحيطها يرقى إلى حرب يومية، فقوات الاحتلال والمستوطنون لا يتوقفون عن عربدتهم وانتهاكاتهم إما بالاقتحام وإما الدهس وإما بالتخريب المتعمد للممتلكات، واعتقال الأطفال والشبان وتعذيبهم في أثناء استجوابهم ميدانيًّا لانتزاع اعترافات منهم قبل وصولهم إلى مراكز التوقيف والتحقيق.
ويسرد بعض انتهاكات الاحتلال التي تمثلت بدهس مواطنَين دهسًا متعمدًا، ونقلهما إلى المشفى الحكومي في قلقيلية وإجراء عمليات لهما، وإطلاق النار من مستوطنين على مجموعة من الشبان، وإغلاق البلدة باستمرار ونصب حواجز عسكرية يوميًّا فيها مشاهد الإذلال والقهر والانتظار، وإطلاق طائرات تصوير في داخل البلدة للمراقبة واحتلال أسطح منازل وخنق أصحابها في غرف المنزل ومنعهم من الخروج منها، بحيث تصبح تلك المنازل كمائن.
أهالي عزون الذين يزيد عددهم على 12 ألفًا اشتكوا من انتهاكات الاحتلال وسياسة العقاب الجماعي، حيث وصف بعضهم ما يجري في البلدة بأنه يحاكي المناطق الساخنة في العالم، فكل شيء متوقع في النهار والليل، وأصوات القنابل لا تتوقف في أحيائها.
يقول المواطن عصام اسليم: "نحن في عزون نتوقع كل ثانية إجراءات عقابية بزعم رشق سيارات المستوطنين ودوريات قوات الاحتلال بالزجاجات الحارقة والحجارة، لذا فهم يقمعون الأهالي قمعًا مذلًّا ويريدون من شبابنا إلقاء الورود عليهم".
وأضاف اسليم أن بلدة عزون "محاصرة من جميع الجهات، وهي تشبه السجون الكبرى في وسائل الحصار من بوابات أمنية وأسلاك شائكة وأبراج مراقبة وكاميرات ودوريات في المحيط وداخل الأحياء".
أما المواطن المسن عزيز رضوان يقول: "كل بيت في البلدة يفتقد للأمن والأمان، وأصوات القنابل أصبحت جزءًا من حياتنا المليئة بالأحداث، أشاهد على وجوه أحفادي الصغار الخوف من هذه القنابل والاقتحامات التي لا ترحمنا وكأننا في ساحة حرب، فعدد الدوريات لا يتصوره عقل".
ولفت إلى أن المستوطنين في وسائل إعلامهم يحرضون على بلدة عزون ويطالبون جيشهم بتشديد القبضة الحديدية وقمع الأهالي، بزعم أن الزجاجات الحارقة والحجارة لا تتوقف، وأن هناك شبابًا وأطفالًا يصرون على أعمال خطيرة بحقهم.
من جهته يقول السائق عمار حمدي: "في كل يوم نتعرض للتفتيش وتصوير البطاقة الشخصية مع المركبة لتظهر لوحة التسجيل عليها والسؤال عن وجهتنا ووجهة الركاب، وفي الكثير من الأحيان لا يسمح لنا بالمرور".
كما يتأثر طلبة جامعة فلسطين التقنية "خضوري" من إغلاقات مداخل بلدة عزون التي تربط بين قلقيلية وطولكرم، ويستوقفهم جنود الاحتلال ويخضعونهم للتفتيش والتأخير عن محاضراتهم.
الطالب الجامعي صالح سويدان المتخصص في مجال الهندسة يقول: "يوميًّا يسأل الطلاب عن بوابة عزون، لأن إغلاقها يعني الالتفاف في طريق طويلة تكلفهم أجرة إضافية مع وقت طويل، فخبر بوابة عزون والوضع في البلدة من متطلبات الدراسة اليومية في أوقات الصباح والمساء عند العودة، وهذا الأمر يشكل للمئات من طلبة محافظة قلقيلية معاناة يومية وقلقا من إجراءات أمنية مفاجئة".