فلسطين أون لاين

كيف تتغلبين على تهديد زوجك المستمر بالطلاق؟

...
صورة تعبيرية
غزة - مريم الشوبكي

الزواج هدف منشود للرجل والمرأة أيضًا لتحقيق الاستقرار في حياتهما بعد العزوبية، ولكن بعض الأزواج لا يتوانون عن التهديد الدائم لزوجاتهن بتطليقهن عند كل صغيرة وكبيرة، لبث تسلطهم وسيطرتهم عليهن، ويعتقدون أن التهديد يضمن خنوع الزوجة والخضوع التام لهم.

ولربما تشارك بعض الزوجات في تمادي زوجها بتهديداته، حينما تظهر خوفها منه وضعفها حفاظًا على أبنائها من التشتت إذا وقع الطلاق، ولا تتخذ موقف حاسمًا تجاهه، وتتعايش مع مخاوفها طوال العمر.

الاختصاصي النفسي والاجتماعي د. إياد الشوربجي بين أن من المقومات الأساسية للحياة الزوجية الثقة المتبادلة، والاحترام، والتفاهم، ومن الطبيعي أن يحدث اختلاف في وجهات النظر وأنماط التفكير والآراء بين الزوجين، فلكل منهما عاداته وأطباعه التي تميزه من الآخر، ومع مرور الأيام إلى حد كبير يفهم الزوج الزوجة، وكذلك هي.

مفهوم خطأ

وذكر د. الشوربجي لـ"فلسطين" أن بعض الرجال لديه مفهوم خطأ عن القوامة والرجولة، ويبدأ بتهديد زوجته بالطلاق، مستغلًّا ضعف الزوجة أو تمسكها به، أو رغبتها في الحفاظ على استقرار حياتها الزوجية، وخوفها على الأبناء.

وأشار إلى أن تمادي الرجل في تهديده بالطلاق يشعره بالمتعة، وتتولد لديه مشاعر الانتقام أو التحدي، خاصة أن القوامة في يديه.

ولفت د. الشوربجي إلى أن استسهال الزوج كلمة الطلاق في الحقيقة يعكس نفسية ضعيفة وشخصية غير واعية وغير ناضجة، وغير قادرة على إدارة الخلاف وديًّا بالحوار والنقاش، وغياب المعنى الحقيقي للحياة الزوجية، والتسلط، والمعتقدات الخطأ، والإهانات المتكررة.

وذكر أن هذا الرجل يعيش حياة من الخوف، وعدم إدراك لقيمة الحياة الزوجية، والآثار السلبية لهذه التصرفات.

لا تضعفي

وبين د. الشوربجي أن تهديد الزوج بالطلاق يجعل زوجته تعاني الخوف وعدم الاستقرار، والشعور بعدم الأمان، ما ينعكس على كل مجريات حياتها من الناحية النفسية والاجتماعية حتى رعاية الأبناء وتربيتهم، وتتأثر علاقاتها الاجتماعية مع الآخرين وزوجها أيضًا، كما ينعكس سلبًا على الأبناء وعلاقتهم بوالديهم، ويفقدون الثقة بهم نتيجة شعورهم بعدم الاستقرار، ويجعل منهم شخصية مهزوزة وانفعالية، ويصابون باضطرابات نفسية.

كيف تتعامل الزوجة مع الزوج الكثير التهديد بالطلاق؟، أجاب: "الزوجة إذا كانت مخطئة فعليها محاولة تصحيح أخطائها وتعديل سلوكها، أما إذا كان الأمر تسلطًا وظلمًا وقهرًا من الزوج فعليها اختيار الوقت المناسب، ومناقشته بهدوء، وتبين له خطورة ذلك على الحياة الزوجية".

وأضاف د. الشوربجي: "إذا استصعب الأمر على الزوجة يمكنها اللجوء إلى وسائل أخرى، فتختار أحد المقربين والمؤثرين في الزوج لمناقشة هذا الأمر، وحل الخلاف، ولو استنفدت كل الوسائل فعليها اتباع أسلوب التجاهل في بعض الحالات".

ولفت إلى أن الزوجة يمكن أن تأخذ موقفًا من زوجها، ولا تبين له ضعفها وخوفها من تهديداته بالطلاق، لعله يراجع نفسه، وتوضح له أن صبرها على تصرفاته ليس خوفًا منه، بل احترامًا له وللحياة الزوجية، وحرصًا على مصلحة الأبناء.