فلسطين أون لاين

لماذا الإشاعات حول مسيرة العودة في هذا الوقت تحديداً؟

...
صورة أرشيفية
غزة - أحمد المصري

تُروج أوساط وعناصر تدور في فلك حركة فتح عبر المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، أحاديث تشير إلى مقايضة مسيرات العودة وكسر الحصار، بالمساعدات الدولية المتعلقة بتحسين ساعات وصول التيار الكهربائي بغزة، ودفع الرواتب الخاصة بموظفي غزة وتشغيل آلاف الخريجين، وهو ما يطرح تساؤلات واستفسارات حول صحة هذه الادعاءات من عدمها، والأسباب الرئيسة التي تقف وراء هذا الترويج؟

وفي الإطار؛ أكد طلال أبو ظريفة، عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، وهو عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، أنّ كل الأحاديث الجارية حول مقايضة مسيرات العودة بأثمان ما، "عارية من الصحة"، ولا تستند إلى معلومة أو خبر حقيقي.

وقال أبو ظريفة لـ"فلسطين": "حتى في ظل التفاهمات الشفوية التي تم التوصل إليها مع الاحتلال بوساطة الجانب المصري، كان هناك موقف واضح بأن لا تراجع عن مسيرات العودة على الإطلاق".

لا مساومة

ونبه إلى أن قيادة مسيرة العودة، من الممكن أن تتراجع عن بعض الأدوات المستخدمة في المسيرة باعتبارها وسائل وليست أهدافا، غير أن المساومة والمقايضة على مبدأ مسيرات العودة من الأمور المستحيل قبولها.

وشدد أبو ظريفة على أن مسيرة العودة فِعلٌ كفاحي نضالي، تحمله الجماهير على أكتافها، وتهدف إلى استعادة الحقوق الوطنية بما فيها حق العودة، بالإضافة للهدف الآني وهو كسر الحصار المستمر.

وأضاف: "حتى لو خففنا الحصار، أو كسرناه، لا يمكن أن نتراجع خطوة واحدة للخلف عن تنظيم هذه المسيرات"، مؤكداً استمرار المسيرات على الحدود الشرقية للقطاع والمسير البحري قرب قاعدة "زيكيم" العسكرية الإسرائيلية في موعده ومكانه، رغم الضغوطات الإسرائيلية لإيقافه.

وأكد أبو ظريفة أن من يقف وراء الترويج لأحاديث مقايضة المسيرة بأثمان، يحمل نوايا سلبية، ويريد أن يبقى الوضع في غزة قائما، مشيراً إلى أن هذا الترويج لا ينبع مطلقا من باب الحرص على غزة وحياة المواطنين فيها وتعزيز صمودهم في وجه الاحتلال.

وشدد على أن هذه الأصوات "المحبطة والمهزومة والمأزومة" لن تثني الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة عن المضي قدما لتحقيق أهداف المسيرة، مضيفا "لا مقايضات على مسيرات العودة، ولن نقبل بأنصاف الحلول، ولا أثمان سياسية".

وشهد قطاع غزة مؤخراً، تحسنا في جدول الكهرباء مع إدخال السولار لمحطة توليد الكهرباء بغزة، بتمويل من دولة قطر.

مناكفة سياسية

وقال عضو الهيئة القيادية العليا لمسيرة العودة، خضر حبيب، إنّ مروّجي هذه الأخبار، ينطلقون من تحت عباءة المناكفة السياسية، البعيدة كل البعد عن دقة المعلومة، وحقيقتها، مشددا على أن ذلك "مؤلم جدا".

وأكد حبيب أن الحقيقة الناصعة الجلية أمام الكل الوطني الفلسطيني، أن مسيرات العودة مستمرة في فعالياتها سواء كان ذلك تجاه الحدود الشرقية الفاصلة لقطاع غزة عن الأراضي المحتلة عام 48، أو البوابة الشمالية لقطاع غزة.

وشدد على أنّ مروجي الإشاعات حول مسيرة العودة، سبق وأن شككوا وروجوا الكثير من الأخبار الهادفة لإبعاد الناس عنها، دون الالتفات لأهداف كسر الحصار وإنهاء معاناة الناس في غزة التي انطلقت من أجلها.

وذكر حبيب أنّ التخفيف من فعاليات مسيرة العودة كوقف إشعال إطارات الكوشوك، والحد من إطلاق البالونات الحارقة، لم يكن إلا إعطاء فرصة للمساعي المصرية في إطار جهودها المبذولة، للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يمر بها شعبنا نتيجة الحصار الظالم من جهة، وحتى يتم وضع الكرة في ملعب الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى.

وأوضح أن قيادة الهيئة الوطنية لمسيرة العودة، تدرك تماما أن وقف الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، من الممكن أن يجعله يتراجع خطوات للوراء ويتنصل من تولي مسؤولياته تجاه غزة.