فلسطين أون لاين

يناشد الوفد المصري تسهيل خروج الجرحى

قديح.. ست إصابات وما يزال ثائرًا على خط الصفر

...
المصاب جهاد قديح
غزة - مريم الشوبكي

إصابات ست أصيب بها "جهاد قديح"، بدايتها كانت في انتفاضة الأقصى عام 2000م، وآخرها في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار، كانت الأشد والأكثر تأثيرًا على صحته، لكنها لم تبعده عن نقطة الصفر بخزاعة الحدودية للمشاركة في المسيرة متكئًا على عكازيه.

قديح (36 عامًا) من عبسان الكبيرة، كل الميادين تشهد بثوريته، ودماؤه التي تسيل بعد كل إصابة كانت وقودًا يدفعه إلى الاستمرار في المشاركة في كل تظاهرة ومسيرة تطالب بالحرية ودحر الاحتلال، والعودة إلى الأراضي المحتلة عام 1948م.

قدمي وكتفي

تاريخ قديح مع الإصابات بدأ في عام 2000م، وأصيب إصابة بالغة في التاسع والعشرين من ديسمبر 2017م، يوم إعلان ترامب القدس عاصمة للكيان العبري، إذ اخترقت رصاصة متفجرة قدمه اليسرى لتترك مدخلًا ومخرجًا، وأحدثت تهتكًا كاملًا في عضلات وعظام القدم، ووضع له الأطباء 11 سيخًا من البلاتين لعلاجها.

ويقول قديح لـ"فلسطين": "الإصابة نتج عنها مشاكل في الركبة، وقطع في العصب، والتهابات حادة وصديد فيها، فقرر الأطباء إخضاعي لعملية جراحية لوقف هذه الالتهابات".

ويضيف: "وفي مسيرة العودة في الثاني من يوليو الماضي أصبت بكتفي اليسرى، ما أثر في عصب اليد حيث تصيبني رجفة وخدران، وأعيش على المسكنات، فأي تدخل جراحي أو طبي لا يعالج مشاكل العصب في مستشفيات قطاع غزة".

عاطل عن العمل

ويذكر قديح أنه كان يعمل في البناء، والآن بسبب إصاباته بات عاطلًا عن العمل، لأنه لم يعد قادرًا على الوقوف على قدميه، أو التنقل دون عكازين، مع تراجع وضعه المادي الذي أثر في قدرته على شراء الأدوية اللازمة، ويعيش حاليًّا على المسكنات.

ويشير إلى أنه يحتاج مضادًّا حيويًّا لعلاج الالتهابات الناجمة عن إصاباته، التي أنهكت جسده وجيبه، وهو بحاجة إلى علاج جذري ينهي آلامه، وهذا غير متوافر في غزة أدويةً أو عملياتٍ جراحية.

أقر الأطباء بأن علاج عصب قدم "قديح" ويده اليسرى متاح في الخارج فقط، لغياب الإمكانات الجراحية في مستشفيات قطاع غزة، وأوصوا بسفره للعلاج في الخارج، ولكن فشلت محاولاته الثلاث للسفر.

"نسق يا باشا وتعالي بكرة" بعد 48 ساعة انتظار في الجانب المصري جاء رد ضابط المخابرات المصرية لـ"قديح"، بعد أن منعه من السفر وحجته أنه جريح، طالبًا منه دفع مئات الدولارات لكي يسمحوا له بمغادرة معبر رفح، رغم حصوله على تحويلة للعلاج في المستشفيات المصرية.

مناشدة للوفد المصري

ويناشد المسئولين تمكين الجرحى من الاجتماع مع الوفد المصري، ليبثوا إليهم شكواهم من منعهم من السفر لتلقي العلاج رغم حصولهم على تحويلات طبية، ومطالبتهم بتقديم التسهيلات التي وعدوا بها على أرض الواقع، وتسهيل سفرهم.

ويطالب قديح المسئولين في قطاع غزة بجعل قضية الجرحى أول الملفات التي تطرح على طاولة التفاوض مع الوفد المصري، وتسهيل سفرهم لتلقي العلاج في الخارج، بعيدًا عن الحديث الإعلامي الرنان.

ومعاناة المصاب قديح لا تتوقف عند منع الجانب المصري تلقيه العلاج في الخارج، بل إنه منع من السفر لرؤية ابنته وزوجته المصرية الجنسية، لأنه جريح مسيرة العودة، فمنذ عام ونصف لم يرهما، ويناشد الجانب المصري لم شمله بهما.

وما يزال قديح يؤكد أنه مصر على الوجود في الصفوف الأولى في مسيرة العودة، لأن الوطن يحتاج بذل الغالي والنفيس من أجله، فلا يخشى مزيدًا من الإصابات أو الشهادة.