التحسن الكبير في جدول الكهرباء أعطى الجماهير دفعة أمل أكثر من كل ما قيل على مدار سنوات حصار قطاع غزة، فالناس تريد أفعالا لا أقوالا، تريد أن ترى الطحين ولا تكتفي بالجعجعة، ونحن بانتظار المزيدمن الإنجازات الواقعية في الأيام والأسابيع القادمة بإذن الله.
سواء سارت الأمور كما هو متفق عليه أو تعرقلت لسبب أو لآخر فإن النتيجة واحدة، وهي رفع الحصار عن قطاع غزة كاملا، لأن ما نعيشه اليوم هو محصلة قناعة لدى جميع الأطراف بأن الحصار قد فشل فشلا ذريعا ولم تعد هناك وسيلة تسمح باستمرار الحصار دون عواقب وخيمة ترتد على من يحاصر غزة، وتكاليفالحصار مع مسيرات العودة أصبحت باهظة لا يمكن للعدو أن يتحملها.
سؤال خبيث أو غبي قد يطرحه البعض: لماذا نقبل الآن بمسيرات ليست فيها اقتحامات للحدود أو استخدام للطائرات الورقية والبالونات الحارقة من أجل تخفيف عدد الضحايا؟ الجواب بسيط، وهو أن مسيرات العودة منذ انطلاقها كانت شعبية وتعبر عما في داخل الناس من غضب، وقد شارك فيها الجميع، ومنهم قيادات فصائلية، لأن اليأس كاد يفتك بالناس، ولا يمكن للجهات المسؤولة في قطاع غزة أن تمنع الناس التعبيرَ عن غضبهم دون أمل، كما لم تكن هي مسؤولة عن إرسال أحد إلى الحدود، ولكن حين توفرت وعود قوية بإمكانية رفع الحصار كاملا عن قطاع غزة يمكن أن تخاطب الجماهير بضرورة ضبط النفس إلى حين تنفيذ المراحل المتفق عليها بشرط أن تكون هناك خطوات عملية عاجلة يشعر من خلالها المواطنون بأن هناك جدية في التنفيذ، وأن الأمر ليس مجرد ألاعيب يمارسها العدو الإسرائيلي, ولو أن مسيرات العودة بدأت كما يراد لها الآن لبقيت المواجهة بين الناس وجيش الاحتلال فقط، ولن تحقق أي نتائج تذكر.
الأمر الذي لا بد للجميع ان يتذكره هو أن المسيرات وحدها مهما بلغت شدتها لم تكن لتؤدي إلى مفاوضات رفع الحصار، ولكن المسيرات مع التضحيات التي قدمها شعبنا في حروب ثلاث، وصموده الأسطوري، ونجاح المقاومة وقدرتها على ردع العدو هي التي أدت إلى هذه النتيجة.