روجت وسائل إعلام عربية وفلسطينية تسجيلا منسوبا لتنظيم الدولة "داعش" يهاجم فيه الرئيس محمود عباس وقادة الفصائل الفلسطينية، كما هاجم مجهولو الهوية كتائب عز الدين القسام متهمين إياها بالضعف، ولم يتوانوا أيضا عن مهاجمة من يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
بعد الاطلاع على التسجيل والذي لم يظهر فيه مقاتلو داعش أو أزلامه كما جرت العادة، واقتصر على تلاوة تقرير ملوث بالكثير من الشتائم وقلب الحقائق بصوت لا يشبه صوت الرجال فضلا عن صوت المقاتلين فإنني لا أستبعد أن يكون مجرد لهوٍ صبياني أو محاولة إسرائيلية فاشلة أو من قبل جهات عربية أخرى يهمها زعزعة الاستقرار في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الذي أستغربه تطوع وسائل إعلام فلسطينية للترويج لمثل تلك التفاهات، بل استغله بعضهم لإظهار العداء بين القسام وتنظيم داعش مع إخفاء ما قيل حول الأطراف الفلسطينية الأخرى. بغض النظر عن تلك التصرفات المريبة فإنني أعتقد أن معركة كتائب القسام والفصائل المقاومة مع المحتل الإسرائيلي فقط، ولا شأن لها بالتنظيمات التكفيرية خارج فلسطين طالما لم يتم ارتكاب جرائم باسم تلك التنظيمات في قطاع غزة. إن كل ما ينسج من خيالات عن علاقة المقاومة الفلسطينية بداعش غير صحيح لأن داعش غير موجودة في قطاع غزة ليحصل احتكاك بينها وبين فصائل المقاومة بغض النظر عن المحاولات العبثية للترويج لوجودها في القطاع، وكل ما قيل أيضا حول تحالف مصري حمساوي لمحاربة داعش غير صحيح، وما يجري على حدود غزة من جهة مصر إنما لحماية الحدود وضبطها لمنع الفوضى بكافة أشكالها.
من المهم أن يدرك كل من يحاول تشويه المقاومة الفلسطينية إنما يشوه ويلحق العار بنفسه لأن شعبنا يعتبر المقاومة خطا أحمر، كما أن شعوب المنطقة تجل وتقدر المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، ومن المهم أيضا ألا يغتر البسطاء والصبية في الأراضي الفلسطينية _سواء في الضفة أو غزة أو حتى داخل المناطق المحتلة عام 48 _ بما تقوله التنظيمات التكفيرية أو ما ينقل عنها لأنها تنظيمات لا هدف لها سوى تدمير الدول العربية ومساندة الأنظمة الدكتاتورية والمحصلة حماية الكيان الإسرائيلي.