فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

​ما شروط تعليم القرآن وتحفيظه؟

...
غزة - نسمة حمتو

القرآن الكريم هو المنزل على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس، وهو كلام الله (تعالى) وصفة من صفاته، وهو (سبحانه) يحب أن يتعبد الناس بهذه الصفات، لذلك كان يجب على الناس حفظه وتعلم أحكامه وعلومه، ولكن ما الشروط التي يجب أن تتوافر في محفظي القرآن الكريم، وكيف نشجع أبناءنا على حفظه؟

تعليم القرآن

الشيخ الداعية عدنان حسان قال: "عن عثمان (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه"، وفي حديث آخر: "اقرأ وارتق فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"، ولذلك اهتم النبي (صلى الله عليه وسلم) بالقرآن وتحفيظه وشرح معانيه للصحابة الكرام".

وأضاف: "بعد ذلك اهتموا بجمع القرآن وتدوينه في الكتاب الأول، ولذلك القرآن من أشرف العلوم التي يُعلّمها الإنسان ويتعلمها، لقوله (تعالى): {ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين}".

وأشار حسان إلى أنه مما يدل على عظيم شأن هذا الكتاب العظيم قوله (تعالى): "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادًا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون".

التلاوة والخشوع

وبين الشيخ الداعية أن المقصود من هذه الآية تعليم التلاوة والأحكام والخشوع والعمل بهذا الكتاب العظيم، إذ ينبغي لكل إنسان أن يكون على معرفة بهذا الأمر ودراية.

وتابع قوله: "أي إنسان يتصدر لتعليم القرآن الكريم لابد أن يتصف بصفات: أن يكون حافظًا لكتاب الله (تبارك وتعالى)، وأن يكون متقنًا للتلاوة وأحكام التلاوة؛ لأن المعلم إذا كان متقنًا للتعليم فسيتعلم الطلاب منه بطريقة صحيحة".

ومن الشروط التي أكد حسان ضرورة وجودها في معلمي القرآن الكريم أن يكون رفيقًا لينًا في المعاملة، لحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله".

سوء المعاملة

ونبه الشيخ الداعية إلى أن الغلظة وسوء المعاملة يتنافيان وآداب التعليم التي يجب أن يتصف بها المعلم، مؤكدًا أهمية تقدير المعلم أو المحفظ أو المربي قدرات الطلاب، على الحفظ، والفهم.

وقال: "فعلى سبيل المثال من يحفظ سريعًا يقدر الأمر، ويتعامل معه، أما الفئة الضعيفة في الحفظ فيجب أن تحفظ من القرآن، أو من الأجزاء المتوافرة من القرآن".

وأفاد حسان أنه لابد من حسن اختيار الوقت المناسب للدرس، فلا يكون في وقت اعتاد الطلاب فيه الراحة والنوم، مبينًا أهمية التنويع في أسلوب الدرس، أو المحاضرة، والتسميع، وأساليب تحفيظ القرآن.

وأضاف: "فتارة يحفظ الطالب وحده من كتاب الله، ومرة أخرى يقرأ الشيخ السور، ويردد بعده الطلاب، أو يقرؤها هو وطلابه؛ كي يتعلموا منه النطق السليم، وأن يجعل لهم درسًا في أحكام التلاوة والتجويد، وعليه أن يكون ملمًّا بها".

التنافس مهم

وأكد حسان ضرورة وضع حوافز للطلاب ليتنافسوا، كأن يكون لهم تكريم، وشهادة، وتقديم بعض الهدايا، كالأشياء التي يحبها الصغار من مأكولات ومشروبات.

ونبه إلى ضرورة أن يكون المعلم على قدر من العلم الشرعي، ويعلم أحكام القراءة والحفظ لتلاميذه، ويتواصل مع الأهل وأولياء الأمور لإطلاعهم على مستويات أبنائهم من حفظ القرآن.

وتابع قوله: "لابد أن يكون المُحفظ متسلحًا بالعلم والتقوى، وأن يكون على تقوى من الله، لأن التعامل مع الأطفال يحتاج إلى مشقة، وأن يكون له دور في متابعة الحفظ، وتثبيته، وألا يكون فظًّا غليظًا، وألا يكون منحرفًا في فكره، ما يؤدي إلى انحراف فكر هؤلاء الطلاب".