اضطر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لنشر ملخصات من محاضر اجتماعات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) للدفاع عن نفسه، إزاء اتهامات وجهت له بالتقصير، بشأن الاستعدادات للتصدي للخطر الذي تمثله الأنفاق التي حفرتها حركة حماس، خلال الحرب الأخيرة على غزة.
وعشية نشر تقرير مراقب دولة الاحتلال الإسرائيلي يوسيف شابيرا، حول أداء "الكابينت" قبل وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب 2014، تزايدت الاتهامات لنتنياهو بشأن الإخفاق في تقدير الخطر الذي تمثله الأنفاق التي حفرتها حركة حماس.
وكانت "حماس" قد حفرت أنفاقاً على طول الحدود بين قطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م ، ونفذت من خلالها عدة عمليات فدائية خلال الحرب الأخيرة على غزة.
وألمح نتنياهو خلال حديثه، في مؤتمر "الحكم المحلي"، في غرب القدس المحتلة، إلى أن وزير تعليم الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بنيت يقف خلف تسريبات نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، لمحاضر اجتماعات "الكابينت" التي سبقت الحرب.
وتوجّه نتنياهو إلى الحضور في المؤتمر، بحسب نص تصريحه المكتوب الذي نشر الأربعاء 25-1-2017 :" لقد أدرنا هذه الحرب في الميدان وليس في البروتوكولات، ولكن لأن هناك من يتكلمون باستمرار عن البروتوكولات ويسمحون بنشرها سأعطيكم نبذة عنها ولا مشكلة أمنية في ذلك، أعدكم بذلك".
وأردف:" ولكنني أريد أن تستمعوا وتحكموا بأنفسكم هل تم طرح موضوع الأنفاق بكل خطورتها أمام الكابينت أم لا؟".
وبدأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بسرد مقاطع من اجتماعات "الكابينت" في مشهد قلما يتكرر.
وقال نتنياهو:" بدأنا مناقشة هذا الموضوع عام 2013 ولكن في جلسة الكابينت التي عقدت يوم 12 يناير/كانون ثاني 2014، نصف عام قبل عملية "الجرف الصامد "( الاسم الذي أطلقه الاحتلال على الحرب على غزة 2014) لخصت التقديرات الاستخباراتية السنوية لجيش الاحتلال بالكلمات التالية: "أشير إلى شيئين. الأول هو الصواريخ والثاني هو الأنفاق".
وأشار إلى أنه أوضح للـ"الكابينت" قلقه من قدرة المقاومة على عمليات الخطف أو التسلل إلى البلدات المحتلة عام 48م ، وقدرتها على إطلاق مئات الصواريخ على المدن المحتلة، وأنه أخبرهم أنه وفقاً للتقديرات الاستخبارية إن هناك أربعة تهديدات كبرى هي " النووي والصواريخ والسايبر "الحرب الالكترونية" والأنفاق".
كما اقتبس نتنياهو من جلسة "الكابينت" التي عقدت يوم 16 فبراير/شباط 2014 قوله لهم " يوجد تهديد فعلي من قطاع غزة على(إسرائيل) يتزايد باستمرار وهو عبارة عن عشرات الآلاف من المقاتلين وآلاف الصواريخ محلية الصنع وشبكة واسعة النطاق من الأنفاق الدفاعية والهجومية".
وأضاف نتنياهو مقتبساً من محضر الاجتماع تقديره بأنه في الحرب القادمة ستطلق المقاومة"نيران فعالة على المدن في وسط البلاد وستحاول في موازاة ذلك تنفيذ عمليات تسلل إلى بلدات إسرائيلية في محيط قطاع غزة"، مبينا ً أنه كرر التحذير ذاته في جلسة "الكابينت" يوم 13مارس / آذار 2014 ، مضيفاً عليه خشيته من أن تختطف المقاومة إسرائيليين.
وخلص نتنياهو إلى القول:" مغزى هذا هو أن الجيش والأجهزة الأمنية شخصت التهديد وحذرت منه وبذلت كل ما بوسعها من جهود من أجل التعامل مع الأنفاق وقت كثير قبل بدء عملية الجرف الصامد".
وقال نتنياهو: إذن، أريد الآن أن أسألكم: كيف يمكن القول إن هذا التهديد الخطير لم يطرح أمام "الكابينت" بينما أنا شخصيا أشرت إليه كأحد من أربعة التهديدات الاستراتيجية التي تهدد أمن (إسرائيل)".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن تقرير مراقب دولة الاحتلال الإسرائيلي يوسيف شابيرا، حول أداء "الكابينت" ، الذي لم ينشر رسمياً بعد، يتناول أساساً خطر الأنفاق التي حفرتها حركة "حماس" أسفل حدود قطاع غزة مع الأراضي المحتلة عام 48م ، وأداء المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت" قبل وخلال الحرب.
وتقول بعض التسريبات التي نشرتها وسائل إعلام، إنه يوجه انتقادات لكبار المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش الأسبق موشيه يعلون.
وشنت دولة الاحتلال الإسرائيلي حربا ًعلى قطاع غزة في السابع من يوليو/ تموز الماضي استمرت 51 يوماً، وتسببت باستشهاد أكثر من ألفي فلسطيني وإصابة نحو 11 ألف آخرين، بالإضافة لتدمير أكثر من 18 ألف منزل.
في المقابل، كشفت بيانات رسمية إسرائيلية عن مقتل 74 إسرائيلياً، غالبيتهم العظمى من الجنود، وإصابة 2522 بجروح، بينهم 740 عسكريًا.
ونفذ مقاتلو كتائب القسام التابعة لـحماس، العديد من العمليات الفدائية داخل الأراضي المحتلة عام 48م مستخدمين "الأنفاق الأرضية".
وتقول "حماس"، إنها أسرت 4 إسرائيليين بينهم جنديين، من دون أن توضح عما اذا كانوا على قيد الحياة أم لا.
ورجحت الإذاعة الإسرائيلية العامة (رسمية) أن يتم قريباً نشر التقرير.