فلسطين أون لاين

​اغتاله الموساد في دبي مطلع 2010

محمود المبحوح.. مُطارد أرهب الاحتلال بعمليات خطف الجنود

...
غزة - أدهم الشريف

كان القيادي العسكري في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود المبحوح الذي اغتاله جهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة الإسرائيلي "موساد" في إمارة دبي مطلع عام 2010، واحدًا من أكثر المقاومين الذين آلموا الاحتلال الإسرائيلي وأوجعوه في أكثر من حادثة، جعلت منه المطارد الأول لـ(إسرائيل) داخل فلسطين المحتلة وخارجها.

ويعرف المبحوح بأنه المسؤول عن خطف جنديين إسرائيليين في نهاية ثمانينات القرن الماضي، وقتلهما ودفنهما داخل الأراضي المحتلة، وهما "آفي سبورتس" و"إيلان سعدون".

وجاء خطف "سبورتس" و"سعدون" في عمليتين نفذتهما الخلية "101" في كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، عام 1989، تنفيذًا لتعليمات صادرة عن قائد كتائب القسام المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي آنذاك صلاح شحادة، وفق معلومات أوردتها مواقع تابعة لحماس.

وصدرت التعليمات من شحادة بعنوان "افتحوا البوابة الشرقية"، والتي استقبلها أعضاء الخلية "101"، وترجموها بعمليات خطف جنود إسرائيليين، وكان "سبورتس" أول من وقع في قبضة القسام في فبراير/ شباط عام 1989م، وفي مايو/ أيار من ذات العام خطفت الخلية أيضًا الجندي "سعدون".

ويقول حسين المبحوح شقيق الشهيد محمود، إن التعليمات صدرت بخطف جنود إسرائيليين بعد حملة اعتقالات واسعة شنها جيش الاحتلال وطالت قيادة حركة حماس، وتم الزج بهم في السجون.

وكان الهدف من ذلك، مبادلة جنود الاحتلال بأسرى فلسطينيين معتقلين لدى (إسرائيل)، وخاصة قادة حركة حماس، كما يقول شقيق الشهيد لـ"فلسطين".

وبالفعل، تشكلت خلية "101"، وقوامها 3 مقاومين من كتائب القسام برئاسة محمد الشراتحة وعضوية محمود المبحوح ومحمد نصار.

ويقول: إن الخلية لم يُكشف أمرها بعد خطف "سبورتس"، وقتله ودفنه في منطقة جولس، الواقعة في الجليل، شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.

لكنهم بعد خطف "سعدون" وقتله ودفنه في منطقة عسكرية قرب مدينة "حولون" القريبة من "تل أبيب"، كشف أمر الخيلة واعتقل قائدها الشراتحة، وتمكن المبحوح ونصار من الفرار من جنود الاحتلال.

كان المقاومون الثلاثة يرتدون لباس "اليهود المتزمتين" محاولين التخفي وإبعاد شبهات قوات الاحتلال، ويتحدثون اللغة العبرية، وخاصة المبحوح، بحسب شقيقه.

وكشف أمر المقاومين شرق مقبرة جباليا، شمال القطاع في أثناء محاولتهم العودة باستخدام مركبة إسرائيلية استقلوها من داخل الأراضي المحتلة للعودة بها لغزة، فغادروا المركبة واختفوا عن أعين جنود الاحتلال.

وبعد فترة وجيزة، تأكدت الأوساط الرسمية في (إسرائيل) أن المقاومين الثلاثة هم المسؤولون عن خطف الجنديين، فُسخّرت لجيش الاحتلال كل الإمكانات لملاحقتهم، لكنهم لم يتمكنوا من اعتقال الخلية كاملة بعد أن تمكنوا من الإمساك برئيسها الشراتحة.

أمام كل هذا، أبى المبحوح أن يسلم نفسه وخاض عدة اشتباكات مع الاحتلال في أكثر من حادثة وكمين من جيش الاحتلال في قطاع غزة.

وبمرور الوقت، كان خروج المبحوح من قطاع غزة لزامًا لإكمال مشوار الجهاد والمقاومة من خارج فلسطين المحتلة، حتى أنه في أثناء محاولة تجاوز الحدود خاض اشتباكًا مع جنود الاحتلال قبل أن ينجح في عبور الأراضي المصرية، ومنها إلى عدد من الدول العربية.

سنوات طويلة مرت على المبحوح بعد أن غادر قطاع غزة في 1989، وهو ذات العام الذي نفذ ورفيقاه عمليتي خطف وقتل الجنديين الإسرائيليين، وبعد عامين لحقت به زوجته وأبناؤه "3 بنات وابن واحد؛ يقيمون حاليًا خارج الأراضي الفلسطينية.

لكن في 19 يناير/ كانون الثاني 2010، فوجئت عائلة المبحوح بنبأ العثور على نجلها ميتًا في أحد فنادق إمارة دبي، قبل أن تتأكد من اغتياله في عملية بالغة الدقة نفذها جهاز "موساد" الإسرائيلي الذي التقطت كاميرات الفندق الذي اغتيل فيه المبحوح صورهم ومقاطع فيديو أظهرت تحركاتهم وملاحقته إلى الحجرة التي كان نازلًا فيها.

وضجت يومها وسائل الإعلام بمشاهد عناصر "الموساد" الذين استباحوا الأراضي العربية الإماراتية لاغتيال المبحوح، وعمره حينها كان 50 عامًا.

لكن شقيق الشهيد المبحوح، يقول إننا لم نكن نعرف عن محمود شيئًا أو عن طبيعة عمله في المقاومة.

ويقول إنه نجا من عدة محاولات اغتيال نفذها "الموساد"، في سوريا، ولبنان، والصين (كما أعلن الاحتلال بعد اغتياله)، إلى أن تمكن من النيل منه في دولة الإمارات العربية المتحدة.