أن تستقبل سلطنة عمان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهذا يعني أن السلطنة تعترف بشرعية الكيان الإسرائيلي على أرضنا الفلسطينية المحتلة، وهكذا الأمر بالنسبة لكل دولة عربية -دون استثناء- تتعاطي مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، سواء كان ذلك بلقاءات سياسية رفيعة وغير رفيعة المستوى، سواء كان ذلك بلقاءات رياضية أو ثقافية أو غير ذلك من الذرائع التافهة، وسواء كان ذلك سرًّا أو علانية ودون خجل، فالتطبيع مع المحتل الإسرائيلي يعني الاعتراف بشرعيته والوقوف بجانبه ضد الشعب الفلسطيني وقضيته، ويعني كذلك التخلي عن فلسطين والقدس والانسلاخ تماما من الإسلام والعروبة.
أكثر من نصف الدول العربية لها علاقات مباشرة أو غير مباشرة مع دولة الاحتلال "إسرائيل" ولو تم التصويت في جامعة الدول العربية على شرعيتها لحصلت على موافقة الأغلبية، ولكن لو تم عمل استفتاء عام على شرعية المحتل لأحرقت الشعوب العربية صناديق الاستفتاء، كما أحرق العمانيون العلم الإسرائيلي وداسوه بنعالهم في الوقت الذي كان يسمع فيه السلطان الموسيقا برفقة نتنياهو وزوجته، أي أن الشعوب في وادٍ والحكام في وادٍ آخر، الشعوب مع القضية الفلسطينية وتحرير القدس والحكام مع نتنياهو وضرب المقاومة الفلسطينية.
نتنياهو يعتقد أنه استطاع أن يعقد تحالفًا مع دول عربية كثيرة وحكام العرب يعتقدون أنهم بالهرولة تجاه دولة الاحتلال سيحافظون على أمنهم الشخصي وكراسيهم، ولكنني لا أرى سوى مجموعة من الغرقى الهالكين يحاولون التشبث ببعضهم تفاديا للغرق، فهل ينقذ غريق غريقًا؟
الخيانة العربية سبقت احتلال فلسطين واستمرت حتى نجح العرب في توريط منظمة التحرير الفلسطينية باتفاقية أوسلو التي جعلتهم ينتقلون من التعاون السري مع المحتل إلى التعاون العلني وحتى دون أي خجل، أي أن اتفاقية أوسلو هي التي منحت بعض الحكام ذريعة المجاهرة بالتعاون مع المحتل الإسرائيلي، فالحاكم سيقول لشعبه: نحن لسنا ملكيين أكثر من الملك ولا فلسطينيين أكثر من منظمة التحرير الفلسطينية التي تنازلت عن ثلاثة أرباع فلسطين، ومن هنا تأتي الحاجة إلى إعادة تأهيل منظمة التحرير لإصلاح ما أفسدته الأنظمة العربية واتفاقية أوسلو اللعينة.