أثار قرار وزارة التربية والتعليم في حكومة الحمد الله، تغيير اسم مدرسة "الفتاة اللاجئة" إلى "مدرسة بنات سما القدس الأساسية"، غضب أهالي مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي دفعها لتعديل الاسم مرة ثانية إلى "الفتاة العائدة".
وكانت الوزارة قد أصدرت قرارًا بتغيير أسماء المدارس في شرقي القدس، ما أثار جدلًا في أوساط المقدسيين الذين ربطوا الخطوة بما تسمى "صفقة القرن" وتصفية قضية اللاجئين، فيما قالت الوزارة إن سبب التغيير "الخلط بين الأسماء، وليس هناك أيتفسيرات بعيدة أو قريبة".
وقالت مديرة العلاقات العامة في الوزارة برام الله سوسن الصفدي: "التغيير يعود للخلط بين أسماء المدارس".
وأضافت في منشور لها على "فيسبوك": "نعلمكم بأن التغيير جاء بسبب الخلط بالأسماء وليس هناك أي تفسيرات بعيدة أو قريبة وهي خطوة إدارية اتخذتها المديرية للتسهيل على المواطنين".
وعدّت المعلمة المقدسية هنادي الحلواني كلام الوزارة غير مقبول، فاسم المدرسة يحمل دلالة رمزية تاريخية "فهو مرتبط بحقنا التاريخي بالعودة، فلماذا يُغير الاسم في هذا الوقت وفي هذه المرحلة؟!".
في حين رأت المعلمة خديجة خويص، التي درست في مدارس "الفتاة اللاجئة" لمدة 18 عاماً، أن تغيير الاسم ليس حلًا، مشيرة إلى أنه بالإمكان الإبقاء على الأسماء ذاتها، لقدرة روادها على تمييزها عن المدارس الأخرى، بما تحمله من رموز "أ، ب، ج".
وقالت خويص في حديث لـصحيفة "فلسطين": "تعودنا على الرموز منذ سنوات طويلة، والطلاب والأهالي يميزونها عن غيرها من المدارس، وهي تربطنا بواقعنا وقضيتنا باسمها المرتبط باللاجئين".
ودعت المعلمة المقدسية إلى ضرورة إبقاء أسماء المدارس على اسمها القديم، "حتى لو حدث التباس. تعودنا على هذه الأسماء، والمستجد في المدرسة يتعود على الاسم مع مرور الزمن".
وتمنت أن تكون خطوة تغيير الأسماء "إدارية وليست ذات بعد سياسي وما يحاك من مؤامرات ضد القدس المحتلة".
أما المقدسي محمود ادكيدك فعدّ تغيير الاسم "مؤامرة أحيكت بالليل"، قائلاً: "يريدون شطب كلمة لاجئ من مفرداتنا".
وتقول خويص: "مدارس القدس ومعلموها يحتاجون إلى مستوى عالٍ من الرعاية، والحفاظ على وجودهم في المدارس المقدسية، بدفع استحقاقاتهم المالية أو مراعاة العبء المضاف عليهم".
تقصير رسمي
ويرى الخبير في شؤون القدس، جمال عمرو, أن السلطة الفلسطينية مقصرة إلى حد بعيد في معالجتها لملف التعليم المقدسي، لافتًا إلى أن قطاع التعليم في هذه المنطقة يحتاج إلى عناية كبيرة لعوامل عدة ترتبط بمساعي سلطات الاحتلال المستمرة للاستحواذ على القدس وتهويدها "وهذا القطاع لن ينهض دون قرار سياسي".
وعدّ عمرو في حديث لـصحيفة "فلسطين" أن تغيير الوزارة اسم مدرسة "الفتاة اللاجئة" "اجتهاد خطأ في وقت خطير جداً (...) وكان ينبغي عدم الوقوع في هكذا أخطاء".
وأضاف: "السلطة مقصرة في كل القطاعات، كالصحة والخدمات والتربية والتعليم، (..) يقصدون إبقاءها في ذيل القافلة، ولا أحد يستطيع أن يصدق أن لدى السلطة إرادة سياسية للاهتمام بشؤون القدس المحتلة".