فلسطين أون لاين

​كيف تتغلب على نقص فيتامين "د"؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ جنان الرقب:

الظروف التي يمر بها قطاع غزة من حصار وحروب متتالية جعلت منه بيئة خصبة للأمراض والأوبئة التي تنهش سكانه، حتى باتت جميع فئات الشعب تتشارك في الأمراض ذاتها مرة واحدة.

وفيتامين "د" المعروف بفيتامين الشمس يرتبط أساسًا بعوامل الغذاء الصحية، والجو المشمس النقي، وتحتاجه جميع الأعمار، غير أن الشمس وحدها لا تستطيع تزويد الإنسان بكل ما يحتاجه من فيتامين "د".

مقاوم لنشاط السرطان

وهنا يأتي دور الأسماك التي يصطادها صيادو غزة لتقدم فيتامين "د" على طبق من ذهب للمواطنين، غير أن تقليص الاحتلال مساحات الصيد يؤثر سلبًا على كمية الأسماك ويقلل وجودها في الأسواق الغزية.

إضافة إلى ارتفاع في الأسعار غيّب المواد الغذائية الغنية به عن معظم الغزيين، حتى أصبح معظمهم يفتقدون المناعة ويشكون آلامًا عدة، أيضًا استغناء الناس عن لحوم البقر بأطعمة مليئة بالهرمونات كلحوم الدجاج والخضار والفواكه أدى إلى نقصه، وسبب أمراضًا لا بأس بها.

ويخضع إنتاج “فيتامين د” (كالسيفرول) في الجسم لرقابة صارمة، وآلية إنتاجه مماثلة لتلك التي تخص الهرمونات، وإنه يسمى فيتامينًا، لكنه ليس بالفيتامين الغذائي الأساسي بالمعنى الدقيق، إذ يمكن تصنيعه بكميات كافية من أشعة الشمس عند جميع الثديات.
والحالتان النفسية والاقتصادية، وأيضًا النظام الصحي في غزة كانت وراء انتشار نقص فيتامين "د" لدى كثير من الفئات، ولم يعد مقتصرًا على الأطفال وكبار السن، بعد أن أصبح مرض الكثير من الشباب.

اختصاصية التغذية وسام عابد قالت: "ارتفعت حالات الإصابة بنقص فيتامين "د" إلى نسبة 50 خلال السنوات الأخيرة"، مبينة أن أغلب الحالات كانت من النساء في سن من 18 إلى 35 سنة.

وتلفت إلى أنه من وظائف فيتامين "د" في الجسم مقاومة نشاط الخلايا السرطانية، وأنه يقوي العظام والأسنان، وينشط ويعزز جهاز المناعة، إضافة إلى وظائف كثيرة أخرى.

الحذر من مكملات الفيتامين

ويؤدي نقص فيتامين "د" إلى أمراض وآلام عدة، كترقق العظام وتشوه شكلها، وضعف في الأسنان وتساقط الشعر، ويتسبب بشلل للأطفال، ويصيب كبار السن بمرض الزهايمر، ويؤثر سلبًا في جهاز المناعة للجسم، وفق قولها.

وتشير إلى أن ذلك يتسبب بأمراض عقلية ونفسية لكبار السن، علاوة على الوهن والتعب والخمول في الجسم، وأمراض عديدة للنساء تبدأ بانخفاض نسبة الخصوبة وتنتهي بالإجهاض.

وتضيف عابد لـ"فلسطين": "إن عدم التعرض لأشعة الشمس خاصة في أوقات الصباح هو من أهم أسباب نقص فيتامين "د" في الجسم"، مشيرة إلى اعتياد الناس البقاء في منازلهم أو أماكن عملهم أوقاتًا طويلة، رغم تأكيد الأطباء ضرورة التعرض لأشعة الشمس التي تمد الجسم بـفيتامين "د" وتزيد المناعة.

وفي دراسة أجرتها د. سوزان ثيس جاكوبس، عام 2000م، ونشرتها مجلة الكلية الأمريكية للتغذية، قالت: "إن مكملات الكالسيوم تخفف أعراض متلازمة ما قبل الطمث، وإن نقص فيتامين "د" كان واضحًا لدى النساء اللواتي يعانين هذا الداء".

و"متلازمة ما قبل الحيض هي حالة غالبًا ما تتجسد في تغيير المزاج والسلوك، ومن ذلك الاكتئاب والقلق، وتتأثر عملية التمثيل الغذائي للكالسيوم وفيتامين د بالهرمونات التي تتذبذب طوال الدورة الشهرية".

وتنصح عابد بالالتزام بأهم الخطوات التي تقي من نقص فيتامين "د": تناول الأغذية الغنية به مثل الكبد، والأسماك الدهنية (التونة والسلمون)، ورقائق الشوفان، والبطاطا الحلوة، والحليب، والبيض، والزنجبيل، والتعرض بانتظام لأشعة الشمس.

وتؤكد ضرورة متابعة علاج نقص فيتامين "د" لدى طبيب مختص، محذرة من تناول مكملات فيتامين "د" الغذائية دون إشراف طبيب؛ لما يمكن أن يصيب الشخص من سمية فيتامين "د" إثر تناوله بجرعات عالية.