فلسطين أون لاين

​من الألف إلى الياء باب الراء والزاي

...
صورة أرشيفية
بقلم/ أ. عبد الوهاب شلبي

باب الراء

قل أرجو صفحك عني أو أرجو منك الصفح عني، ولا تقل: أرجوك الصفح عني.

لأن فعل (رجا) يكتفي بمفعول واحد، قال تعالى (في سورة النساء آية 104): "فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ"، وجاء (في سورة الكهف آية 110): "فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا"، وقد ورد الفعل المضارع من (رجا) في القرآن الكريم تسع عشرة مرة أخرى متلوًّا بمفعول به صريح أو مؤول، واكتفى الصحاح بقوله: رجوت فلانًا، واستشهد بقول بشر يخاطب بنته:

فرجي الخير وانتظري إيابي إذا ما القارظ العنزي آبـا

ثم أورد الراغب الأصفهاني في مفرداته القسم الثاني من (سورة النساء 104)، وتلاه الأساس فقال: "أرجو من الله المغفرة، ورجوت في ولدي الرشد".

وجاء بعد اللسان فذكر أن فعله هو: [رجاه يرجوه رجوًا، ورجاءً، ورجاوة، ومرجاة، ورجاة]، [ورجيه، ورجاه، وارتجاه، وترجاه] بمعنى، ثم قال المصباح: "رجوته أرجوه رجوًا"، على (فُعُول).

والاسم الرجاء، ورجيته أرجيه (لغة).

واكتفى المتن فالوسيط بذكر (رجاه) ولم يذكرا أننا يجوز أن نقول: رجا منه الشيء.

لذا قل:

  • أرجو صفحك عني، أو أرجو منك أن تصفح عني.
  • أرجو منك الصفح عني.

باب الزاي

هما زوجان أو هما زوج.

قال الحريري في كتابه (درة الغواص): يقولون للاثنين (زوج) وهو خطأ؛ لأن الزوج في كلام العرب الفرد المزواج لصاحبه، وأما الاثنان المصطحبان فيقال لهما زوجان، كما قالوا: عندي زوجان من النعال، أي: نعلان.

وزوجان من الخفاف، أي: خفّان، وكذلك يقال والذكر والأنثى من الطير زوجان، كما قال تعالى: (سورة النجم آية 45): "وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى"، ومما يشهد بأن الزوج يقع على الفرد المزواج لصاحبه، قوله تعالى: (من سورة الأنعام الآية 143): "ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين"، ثم قال سبحانه وتعالى في الآية التي تليها: "ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين"، فدّل التفصيل على أن معنى الزوج الأفراد وفي نسخة أخرى (الإفراد).

ويدعم قول الحريري أيضًا قوله تعالى: (في سورة هود آية 40) مخاطبًا نوحًا عليه السلام: "قلنا احمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين" أي: ذكرًا وأنثى، كما جاء في شرح الجلالين.

ولم تعنِ كلمة (الزوج) في القرآن الكريم إلا الفرد، ولكن الراغب الأصفهاني صاحب كتاب (المفردات في غريب القرآن) يقول: "يقال لكل واحد من القرينين من الذكر والأنثى في الحيوانات المتزاوجة زوج، ولكل قرينين فيها وفي غيرها زوج، كالخفّ والنعل، ولكل ما يقترن بآخر مماثلًا له، أو مضادًا زوج".

وأجاز الصحاح، واللسان، والمحيط، والتاج، ومدّ القاموس، ومتن اللغة أنه يقال للاثنين: هما زوجان، وهما زوج.

وجاء في كتاب [الأضداد] للأنباري: قال قطرب في كتابه [الأضداد] أيضًا الزوج من الأضداد، يُقال زوج للاثنين، وزوج للواحد.

ونقول للزوج وقرينته هما زوجان، وكل واحد فيهما زوج، وهي اللغة العالية ونزكيها لأنها لغة القرآن والنجديون يقالون: "المرأة زوجة الرجل".

قال عبدة بن الطبيب:

فبكى بناتي شجوَهُنَّ وزوجتيوالأقربون إليَّ ثم تصدَّعوا

وأنشد أبو العباس عن سلمة عن الفرّاء:

وإن الذي يمشي بحرش زوجتي كماشٍ إلى أسد الشرى يستبيلها

لذا يجوز أن نقول هما زوجان، أو هما زوج، وهي زوجه أو زوجته خوفًا من اللبس.