فلسطين أون لاين

​"التنسيق الأمني" أحد استحقاقاتها

السلطة تبرهن التزامها التسويةَ و(إسرائيل) تتجاهلها

...
رام الله-غزة/ خضر عبد العال:

تتمسك السلطة بمشروع التسوية مع (إسرائيل)، رغم تنصل الأخيرة من استحقاقه، والانتقادات الفلسطينية للمشروع الذي أودى بالقضية الفلسطينية "للهاوية".

وتبرهن السلطة التزامها مشروعَ التسوية، عبر تطبيق أحد استحقاقاته، التنسيق الأمني، من خلال ملاحقة المقاومين ومنفذي العمليّات الفدائيَّة ضد الأهداف الإسرائيليَّة.

وكشفت وسائل إعلاميَّة عبريَّة، النقاب عن مساعي أمن السلطة بالتنسيق مع أجهزة الاحتلال للوصول للمطارد أشرف نعالوة، منفذ عملية إطلاق النار في مستوطنة "بركان" قرب سلفيت، الأسبوع الماضي، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنين إسرائيليين.

وقال الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي: "ليس جديدًا على أمن السلطة التزامها التنسيق الأمني، فهو لم يتوقف منذ اتفاق أوسلو، كما أن (إسرائيل) لا تعدّه تعاونًا بينها وبين السلطة، بل فكرة أعمق من ذلك بكثير".

وأضاف الشرقاوي لصحيفة "فلسطين"، "التنسيق يجرى بين صديقين وليس بين احتلال وشعب يقبع تحته، فـ(إسرائيل) مصرّة على إذلال الفلسطينيين وكسر إرادتهم، وأمن السلطة يسهم في ذلك".

وتساءل: "ماذا استفاد الشعب الفلسطيني من التنسيق الأمني؟ وهل سيمنع هدم الخان الأحمر؟ أو يمنع الاستيطان في الضفة والقدس؟ أو يمنع هدم البيوت على رؤوس سكانيها؟".

وأكد الشرقاوي أن التنسيق الأمني أعطى شرعية لوجود الاحتلال فوق هذه الأراضي، مستدركًا: "حين تدرك قيادة السلطة أن الاحتلال استخدمهم أداة لترسيخ قواعده وتوسيع استيطانه، يمكن وقف التنسيق إذا بقى لديهم ضمير!".

واقع معقد

ورأى المحلل السياسي ساري عرابي، أن الضفة الغربية تعيش واقعًا معقدًا؛ نظرًا لالتزام السلطة بنود الاتفاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع (إسرائيل)، رغم تنصل الأخيرة من هذه الاتفاقات.

وقال عرابي لصحيفة "فلسطين": إن "السلطة مدركة تمامًا أن مشروع التسوية يعاني أزمات كبيرة والقضية الفلسطينية عمومًا تواجه تحديات أكبر"، مشيرًا إلى الهجمة الأمريكية على القضية الفلسطينية، متمثلة بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ووقف المساعدات الأمريكية لصالح وكالة "أونروا" ومستشفيات القدس.

ورأى أنه "ليس من الحكمة السياسية إعلان السلطة استنكارها لمقتل المستوطنين في إثر عملية إطلاق النار وخاصة أنها وقعت داخل الأراضي المحتلة عام 1967".

وأشار إلى أن إحدى الإشكالات القائمة تتمثل في عدم وجود مراجعة جذرية لدى قيادة السلطة، "ففي الوقت الذي تشكو فيه العالم ما آل إليه مشروع التسوية قدمت كل هذه التنازلات لصالح (إسرائيل)".

وذكر عرابي أن قيادة السلطة وحركة "فتح" يدركون الحلول، لكنهم ينتهجون نفس السياسة القائمة منذ "أوسلو"، مشددًا على أن الحلول تكمن في تحقيق وحدة وطنية حقيقة، وإعادة النظر في دور السلطة.