قال مبعوث الأمم المتحدة لعملية التسوية في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إن عملية إطلاق الصواريخ شكلت حالة استفزاز خطيرة بهدف جلب (إسرائيل) إلى صراع في غزة، ومهمتنا أن نفعل كل شيء لمنع هذا الصراع وأن تنجح الجهود المبذولة وأن تؤتي ثمارها للتوصل لتهدئة نراها على أرض الواقع.
المقاومة في قطاع غزة نفت مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، أي أن العملية تمت بعيدًا عن التوافق الفلسطيني، ومثل هذه الحالات تعالج داخليًّا ولكن في الوقت ذاته فإن إطلاق الصواريخ دون توافق يعني أن غزة لا يمكن ضبطها بنسبة 100% وخاصة في ظلِّ الحصار القاتل وألاعيب ليبرمان.
ملادينوف عدَّ ما حدث استفزازًا خطيرًا، ولكن هل مسؤوليته تنحصر في محاسبة أهل قطاع غزة؟ ألا يستفزه ارتقاء مئات الشهداء وآلاف الجرحى من الفلسطينيين ولا ذنب لهم سوى المشاركة بمسيرات العودة السلمية؟ ألا يستفزه الحصار ذاته الذي طال أمده حتى تحول قطاع غزة إلى سجن كبير في قلب جحيم؟ ثم لماذا لا يقيم وزنًا لجرائم قطعان المستوطنين في الضفة الغربية، ألم يستفزه قتل المواطنة الفلسطينية عائشة الرابي من مستوطنين إسرائيليين بدم بارد وهي جريمة من بين مئات الجرائم المشابهة؟ غزة محاصرة وتتعرض لإبادة جماعية، والضفة لم تعد آمنة شوارعها ولا مزارعها ولا قراها فضلًا عن الحياة الاقتصادية البائسة، ألا يرى أن المنطقة أصبحت كبركان على وشك الانفجار؟
في أثناء مباحثات صفقة الأحرار لم تتوقف أعمال المقاومة وكذلك لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني ورغم ذلك نجحت الصفقة، ولذلك نستغرب أن يعتقد ليبرمان أنه بمجرد السماح لدخول كمية يسيرة من الوقود بأن مسيرات العودة ستتوقف، على هذا الأساس لن ينجح أي طرف في إنجاز تهدئة، مسيرات العودة مستمرة بإرادة الشعب حتى رفع الحصار كاملًا، أما شاحنات الوقود ودخول المساعدات الإنسانية وفتح المعابر الجزئي فهي عوامل مانعة للانفجار الشامل، ولكن حين يرفع الحصار كليا فإن غزة ستلتزم بالتهدئة ما التزم بها العدو الإسرائيلي، وهذا ما يجب أن يفهمه السيد ملادينوف وجميع المعنيين بنجاح مهمته.