قلد الرئيس الفلسطيني الفنان المصري هاني شاكر وسام التميز في الثقافة والفنون، وهو يزور فلسطين بدعوة من هـيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية للمشاركة في إحياء حفلها السنوي الذي يقام بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية؟!.
وهنا لي سؤالين وأنا أعيش في غزة المحاصرة، والتي توشك على الانفجار من شدة تراكم تأثيرات الحصار...
السؤال الأول حول الانطلاقة (٥٢) للثورة الفلسطينية، وهل بات الاحتفال بالثورة من خلال الغناء، وهل يمكن للغناء أن يحرر وطنا؟! وهل له أن يشحذ همم المناضلين؟! وهل له أن يوقف التنسيق الأمني؟! وهل له أن يرفع حاجزا من حواجز القهر والإذلال؟!.
الثورة عمل نضالي، وكفاحي، ولأنها لم تصل غايتها ولم تحقق أهدافها، فإن الاحتفال بها بطريق الغناء مع الاحترام هنا (لهاني شاكر) ليس في مكانه البتة.
يمكن (لهاني شاكر ) وغيره أن يغني في فلسطين وللجمهور الفلسطيني ( مع أني لست من مؤيدي الغناء أو المستمعين له) بغرض الترفيه ، والتخفيف عن الناس، ولكن ليس في مناسبة انطلاق الثورة الفلسطينية، التي انطلقت في عام ١٩٦٥م مسلحة من خلال الكفاح الوطني الذي أجمع عليه الشعب.
والسؤال الثاني له علاقة بمنح عباس (وسام التميز الفني ) لهاني شاكر، وهنا أقول وبدون المس بالأشخاص أو التقليل من مكانتهم، لا سيما وهم ضيوف على فلسطين: ما المعايير التي يتبعها رئيس السلطة في منح الأوسمة على اختلاف أنواعها؟!
لدينا في فلسطين ( السلطة) أنواع مختلفة من الأوسمة الشرفية والتقديرية، ولكن ليس لدينا فيما يبدو معايير تحدد منح هذه الأوسمة، وأحسب أن رئيس السلطة نفسه هو المعيار فقط؟! ، ولا يكاد أحد يمكنه أن يحدد للشعب هذه المعايير كما هي موجودة مثلا في الدول الأخرى.
يكفي عندنا أن يقرر الرئيس نفسه، منح هذا، وعدم منح ذاك، وكفى الله المؤمنين القتال، على حدّ قولهم فنحن في مؤسسة الفرد الواحد فيما يبدو؟!.
أرجو أن يكون ما أقوله مجانبا للصواب، وأن تكون عندنا معايير محددة، وأنا الوحيد الذي لا أعلمها، وأن يكون القرار في النهاية هو قرار مؤسسة بالتعاون مع رئيس السلطة. وإن كانت المعايير غير موجودة، فأتمنى على جهات الاختصاص أن تنظر في الأمر وتحاول معالجته، لأن المعالجة خير من الترك في النهاية.