فلسطين أون لاين

​عائلته تحمل وزير الصحة المسؤولية عن حياته

اختفاء الطبيب "المصري" من غزة بالضفة يثير غضب شعبي

...
غزة - أحمد المصري

أثار اختطاف واختفاء الطبيب عماد المصري في الضفة الغربية المحتلة، حالة من الاستغراب والغضب في صفوف المواطنين والنشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي.

ويُقيم الطبيب "المصري" وهو من محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، ومن كوادر حركة فتح، في مدينة رام الله بالضفة الغربية، ويشغل منصب مدير المؤسسة الطبية بوزارة الصحة برام الله، وعرف بتضامنه المستمر مع قطاع غزة، ورفضه الحصار وعقوبات السلطة المفروضة على الموظفين فيه.

وقبل نحو عام قضت محكمة رام الله لأول مرة في فلسطين، بحبس المصري، لمدة ثلاثة أشهر ضمن قانون الجرائم الإلكترونية، وذلك بسبب منشورات له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تدعم قطاع غزّة.

وكتب الناشط السياسي عصام حماد على صفحته بموقع "فيس بوك": "#وين_عماد_المصري"، في حين كتب الصحفي محمد عثمان على صفحته: "البداية إقالته من المكتب الحركي للأطباء في الضفة الغربية، مرورًا باختراق حسابه على الفيس بوك والسيطرة عليه، وصولاً إلى فقدان الاتصال، كل ذلك لأنه يقف مع أبناء شعبه بغزة في ظل الهجمة الإجرامية من سلطة العار! أين الدكتور عماد المصري؟".

وقال الناشط خليل غطاس: "ما يكون راح على المقاطعة في رام الله، مثلها مثل السفارة في بلغاريا" (في إشارة لجريمة قتل عمر النايف).

وكتب "المصري" قبل يوم من اختطافه: "لكل من يسألني إن كنت قد ألغيت صداقتي معه أقول: هذه الصفحة هي صفحتي البديلة لحين استرجاع الصفحة الرسمية التي تعرضت للتهكير ظهر الخميس، وأطمئن كل من يسأل عني من أبناء العائلة والأصدقاء بأنني ما زلت بخير في إثر ما تعرضت له من حدث خطير مساء الخميس برغم أنني ما زلت في دائرة الخطر".

واستدل نشطاء على أن منشور المصري يدلل بشكل قاطع على اختطافه فعليًّا، من جهات ترغب في كتم صوته.

وكتب الكاتب فهمي شراب على صفحته في موقع "فيس بوك": "اختفاء الطبيب عماد المصري في رام الله، وهو ناشط يدافع عن غزة بكل أدب وأسلوب راقٍ مهذب، وكرامة وعزة نفس، إذا كانت الأجهزة الأمنية برام الله قد اعتقلته أو أوعزت لأحد باختطافه، فالدكتور عماد لم يفعل شيئاً ضد القانون ولم يرتكب لا جناية ولا جنحة ولا حتى إساءة لأي شخص، أطلقوا سراحه، التعاطف مع غزة ليس تهمة".

ورأى الناشط أبو عماد أبو الروس "أي تصرف من هؤلاء فعلًا جريمة يذهب ضحيتها الأوفياء للوطن أمثال د. عماد".

من جهتها حملت عائلة المصري في خان يونس، وزير الصحة بحكومة الحمد الله، جواد عواد، المسؤولية عن حياة ابنها الطبيب عماد، المختفية آثاره منذ صباح أول من أمس.

وأوضحت العائلة في بيان وصلت "فلسطين" نسخة عنه أمس، ملابسات الحادثة بالقول: إنه بعد اتصال مجهولين به من هاتف مكتب وزير الصحة عصر الخميس الماضي، وتهديده، ومن ثم اقتياده في وقت لاحق بسيارتهما الخاصة إلى الوزارة وبالتحديد إلى مكتب وزير الصحة، تطاولوا عليه بحضور مديرين ومديرين عامّين في الوزارة، بأبشع الشتائم والألفاظ النابية، وهددوه بالمساس بحياته وفصله من الوزارة أو نقله قسرًا إلى قطاع غزة.

وقالت العائلة إنها وبعد اقتياد ابنها الدكتور عماد لمكتب وزير الصحة الذي يعدّونه المسؤول عن اختفائه، فإنها تُحمِّله المسؤولية كاملة عن حياته، مؤكدة أنها "لن تقف مكتوفة الأيدي لحماية أبنائها في جميع أماكن وجودهم لكون ابنهم يعيش في الضفة الغربية منذ مدة طويلة وبعيداً عن عائلته".

وناشدت العائلة الأجهزة الأمنية، ومؤسسات المجتمع المدني، والمعنيين بحقوق الإنسان للوقوف على ملابسات ما حصل لابننا من تهديد واختطاف في مكتب وزير الصحة ومن ثم اختفاء آثاره.