يقول مفصولون من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إنهم لا زالوا يأملون إعادتهم إلى الكادر الوظيفي بعد مرور أكثر من شهرين على قرار المؤسسة الأممية فصل قرابة ألف موظف.
وخاض المفصولون سلسلة فعاليات داخل مقر "أونروا" في غزة وخارجه، وامتدت منذ 25 يوليو/ تموز الماضي حتى نهاية الأسبوع الماضي، بعدما أعلن اتحاد الموظفين، تعليق خطواته الاحتجاجية، مع بدء جولة حوار جديدة مع مدير عمليات "أونروا" بغزة ماتياس شمالي.
وقال رئيس اتحاد الموظفين في "أونروا"، أمير المسحال، إن الحوار جاد والأمور صعبة والكل حريص على وجود تفاهم.
وأبدى المسحال في حديثه لـ"فلسطين"، أمله في التوصل إلى حلول قبل انتهاء مدة الحوار الإثنين المقبل، مؤكدا أن اتحاد الموظفين يعوِّل على زيارة المفوض العام لوكالة "أونروا" بيير كرينبول إلى قطاع غزة "الذي بالتأكيد سيصنع الحل"، حسب رأيه.
وفي أكثر من فعالية ميدانية صعد المفصولون من احتجاجهم حتى وصل الأمر إلى ارتداء عدد منهم لباسا باللون الأحمر وتكبيل أياديهم، في مشهد شبّه الفصل من الوظيفة بـ "الإعدام" لهؤلاء القاطنين في بلدٍ أنهكه الحصار والفقر على مدار أكثر من 12 سنة.
وقال الناطق باسم حراك المفصولين إسماعيل الطلاع: نأمل نزع فتيل الأزمة وحل مشكلة المتضررين من الفصل.
ونبَّه الطلاع في تصريح لـ"فلسطين" إلى أن المفصولين ينظرون باهتمام بالغ إلى الحوار بين اتحاد الموظفين وإدارة "أونروا".
ويطرح الاتحاد على طاولة الحوار قضية تحويل عقود 510 موظفين إلى العمل اليومي دون موافقتهم حتى نهاية العام الجاري، ثم الاستغناء عن خدمتهم في نهاية العام، وهو ما يرفضه الاتحاد الذي يطالب باستمرار عملهم في العام المقبل بدوام كامل، بحسب الطلاع.
كما يشمل الحوار الخصومات التعسفية من رواتب الموظفين المفصولين ورواتب رئيس اتحاد الموظفين وأعضائه في الشهرين الماضيين، والحظر الأمني لأشخاص أوقفتهم "أونروا" عن العمل، وإيجاد شواغر وظيفية لـ68 آخرين فصلوا من عملهم.
وذكر الطلاع، أن 116 موظفا انتهى عملهم في "أونروا" بنهاية سبتمبر أيلول الماضي، بينهم 48 أجروا عمليات تسوية مع الوكالة.
ومنح اتحاد الموظفين إدارة "أونروا"، مؤخرا، عشرة أيام للحوار الجاد والبناء لاحتواء الأزمة التاريخية للوكالة في ظل العجز المالي الذي لحق بها.
وأكد الاتحاد أن الحوار مستمر، داعيًا إلى التحلي بالصبر وضبط النفس حتى الإعلان الرسمي عن فشل الحوار أو الدخول في مرحلة جديدة من التفاهم لاحتواء الأزمة.
وبحسب الاتحاد فإن آخر يوم للحوار الإثنين المقبل 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري. وقال الاتحاد مخاطبا المفصولين: "لا تلتفتوا إلى أي إشاعات من هنا أو هناك. نأمل أن تتكلل الجهود بالنجاح".
وفي السياق أكد الطلاع أن أي فعاليات يقوم بها المفصولون هي نقابية تتم بتنسيق كامل مع اتحاد الموظفين وبإيعاز منه ردًا على تسويف ومماطلة إدارة الوكالة في حل قضيتهم.
ولفت إلى أن حالة المماطلة والمراوغة تتصاعد من الأونروا في حوارها مع الاتحاد، مجددا في الوقت ذاته مطالبته بنزع فتيل الأزمة، لأن فشل الحوار يعني بدء المتضررين بفعاليات جديدة من حيث انتهينا ولن نكتفي بالجلوس أمام مكتب غزة الإقليمي.
وكانت آخر فعالية شارك بها المفصولون -وهي الأهم- تظاهرة شارك فيها قرابة 400 متضرر من قرار الفصل التعسفي أمام فندق الديرة غرب مدينة غزة، حيث مقر إقامة ماتياس شمالي، وعلى إثر هذه التظاهرة أعلنت "أونروا" لاحقا سحبا مؤقتا لعدد من موظفيها الدوليين من القطاع.
وقررت الوكالة فصل هذا العدد من الموظفين إثر أزمة مالية واجهتها منذ إقرار رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب، وقف تمويل بلاده المخصص لـ "أونروا" الذي بلغ حتى نهاية 2017 (300) مليون دولار.
لكن نسبة العجز لدى "أونروا"، تراجعت كثيرا بعد انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحشد التمويل الدولي لصالح المؤسسة الأممية، وهذا ما أكده اتحاد الموظفين، متسائلا حينها: "ما دام العجز قد تراجع، لماذا تصر أونروا على تقليص أعداد الموظفين؟".