أصبحت مجريات الأمور المرتبطة بقطاع غزة أكثر وضوحًا، حيث إن دولة الاحتلال لم تعد تطيق مسيرات العودة الكبرى ولا نتائجها على الصعيدين المحلي والدولي، وخاصة فقدان الأمن للمغتصبين الصهاينة في منطقة غلاف غزة إلى حد لا يطاق، كما لم يعد سكان غزة ومقاومتها يطيقون استمرار الحصار بما فيه من معاناة وظلم وقهر أكثر من ذلك.
عندما يقول السيد يحيى السنوار قائد حماس في غزة: إن أي حرب جديدة ستنتهي كما انتهت سابقاتها قد يصدقه البعض ويخالفه آخرون، ولكن ترى أوساط أمنية إسرائيلية حسب يديعوت أنه في حال وقعت حرب جديدة بين (إسرائيل) وحماس فإن كليهما سيناقشان في نهاية هذه الحرب القضايا ذاتها "أي رفع الحصار"، وهذاتأكيد على صحة رؤية حماس للحرب، ثم أنه اعتراف إسرائيلي صريح بعدم قدرتهم على هزيمة غزة والمقاومة فيها، والأهم من كل ذلك أنه يعني ان الحرب ليست من بين الخيارات الجيدة والمتاحة للعدو الإسرائيلي، لأن نتنياهو قال إن ما يدفعه إلى خيار الحرب هو ضغط الرئيس محمود عباس باتجاه عدم إنجاز تهدئة، وبالتالي لماذا ستدخل (إسرائيل) حربا هي بالغنى التام عنها ومن أجل من؟
أما الخيار الإسرائيلي الثاني والمرتبط بإصرار السلطة على إنجاز المصالحة قبل التهدئة وربما اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد غزة، أو إبقاء الوضع على ما هو عليه دون زيادة الضغوط، وهذا سيؤدي قطعًا إلى استمرار مسيرات العودة وتهديد المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، مع زيادة في الضغوط الداخلية الإسرائيلية ضد الحكومة، وكذلك احتمال زيادة التصعيد من جانب المقاومة في غزة وقد يؤدي ذلك إلى وقوع الحرب والعودة إلى الخيار غير المرغوب به وهو الحرب، فما الذي قد تستفيده دولة الاحتلال من هذا الخيار أو السيناريو ومن أجل من؟ هكذا هم يتساءلون.
أما أكثر الخيارات قبولًا في الأوساط الأمنية الإسرائيلية هو تخفيف الضغط عن غزة، وتزويد القطاع بكل ما يلزمه من كهرباء على مدار الساعة إلى جانب الاحتياجات الأخرى، حتى يتم إنجاز اتفاق التهدئة مع حماس والمقاومة في غزة.
ما يسمى بوزير المالية الإسرائيلي رأى أنه من بين الأفكار المتداولة استقطاع أموال من السلطة وتحويلها إلى غزة وزيادة الضغوط الدولية على السلطة لاستئناف جهود التهدئة، حتى انه ذهب بعيدا إلى درجة عدم استبعاده اتخاذ إجراءات ضد الرئيس محمود عباس بشكل شخصي كما حصل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات.
الخيارات والأفكار الإسرائيلية المطروحة مرفوضة جملة وتفصيلا من جانبنا لأنها ضارة بالفلسطينيين سواء في غزة او في الضفة أو حيثما كانوا، ولا بد أن تكون لنا خياراتنا وأفكارنا الخاصة بنا والتي فيها مصالح شعبنا حتى نثبت للعالم اجمع اننا شعب موحد وصاحب إرادة صلبة قرار مستقل، وأننا مؤهلون لاتخاذ قرارات مصيرية فضلا عن قدرتنا على إنجاز مهام بسيطة مثل إعادة الوحدة وإنهاء الانقسام.