فلسطين أون لاين

مصادر تصف منفذ "بركان" المطارد بـ"القنبلة الموقوتة"

تخوف إسرائيلي من انفجار الأوضاع في الضفة

...
الناصرة - فلسطين أون لاين

أبدت الأوساط الأمنية والسياسية لدى الاحتلال الإسرائيلي تخوفها من انفجار الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، وازدياد احتمالات التصعيد الميداني، عقب عملية إطلاق النار الفدائية التي نفذها شاب فلسطيني في مستوطنة "بركان" قرب سلفيت، أول من أمس، ووصفته مصادر أمنيّة بـ"القنبلة الموقوتة" كونه ما زال حرًّا طليقاً.

ووصف المحلل السياسي الإسرائيلي ينيف كوبوفيتش، الوضع في الضفة الغربية بأنه أكثر حساسية من ذي قبل، وأنه من شأنه تشكل أرضية خصبة لتجديد العمليات الفدائية الفردية.

ولفت كوبوفيتش في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم، إلى أن نشاط جيش الاحتلال ومخابراته (الشاباك)، وأجهزة أمن السلطة التي تحافظ على التنسيق الأمني، أفشل جهود حركة المقاومة الإسلامية حماس "في جر سكان الضفة إلى المعركة" (في إشارة لمسيرة العودة وكسر الحصار المتواصلة في قطاع غزة منذ نهاية آذار/ مارس الماضي)، على حد قوله.

وأوضح أن السيناريو الذي تخشاه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو موجة مشابهة لتلك التي بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، التي أطلق عليها الاحتلال اسم "انتفاضة الأفراد"، وتميّزت بعمليات المقاومة الفردية.

ورأى المحلل الإسرائيلي أن من شأن اندلاع موجة كهذه أن يخدم "حماس" ويضعها في موقف مختلف في عملية الترتيب وفي المواجهة مع جيش الاحتلال بشكل عام، ويضع الأخير أمام تحد أكبر بكثير مما يواجهه حاليًّا في قطاع غزة.

ونبه إلى أن مسؤولين في الجهاز الأمني الإسرائيلي يعتقدون أن من شأن مبادرة سياسية إسرائيلية منع مثل هذا الوضع، لافتًا إلى أن حكومة الاحتلال تلقت تحذيرات أمنية كثيرة من اشتعال الأوضاع في الضفة.

وأكد أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترى في العقوبات الجماعية المفروضة على قطاع غزة "إجراءات غير فعالة في ردع منفذي العمليات الفردية، ويتوقع أن تعزز قوة حماس وتزيد من خطر اندلاع مواجهات في الضفة".

قنبلة موقوتة

ونقلت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن من كسر حاجز الخوف وأقدم على قتل اثنين وجرح ثالث لن يتوانى عن مواصلة طريقه وقد يضرب في أماكن أخرى، مشيرة إلى أن الأمن يتعامل معه كـ"قنبلة موقوتة".

وأبدت المصادر خشيتها من إمكانية محاكاة آخرين العملية الفدائية بعد نجاحها، وهو ما بات يعرف بـ"أجواء العمليات".

وقال موقع "واللا" العبري إن منفذ العملية حضر الساعة السابعة صباحًا إلى العمل، وبعدها بعدة دقائق ذهب إلى مخزن قريب وطلب من أحد العمال قيودًا بلاستيكية، وبما أنه يعمل كهربائيًّا داخل المصنع فلم يثر ذلك شبهات حوله وبعدها.

وأضاف أنه "يسود اعتقاد لدى الأمن الإسرائيلي بأن المنفذ خطط لاحتجاز رهائن في المصنع قبل أن تفشل خطته بعد تعطل سلاحه".

والعملية الفدائية أسفرت عن مقتل مستوطنَين وإصابة ثالث بجراح خطيرة.

عقاب جماعي

بدورها، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أمس، إن حكومة الاحتلال بدأت بتنفيذ سلسلة من العقوبات الجماعية بحق المواطنين إثر عملية "بركان".

وأوضحت أن قوات الاحتلال نفذت العديد من الاقتحامات والاعتقالات، طالت شقيقة الشاب منفذ العملية، وأخذ مقاسات منزل عائلته تمهيدًا لهدمه في منطقة الشويكة بمحافظة طولكرم، بالإضافة إلى نشر الحواجز وإغلاق الطرق أمام المواطنين.