لم تكن محاولة أفراد من الشبيبة الفتحاوية _الإطار الطلابي لحركة فتح_ اختطاف الطالب جعفر شحرور من وسط حرم جامعة خضوري شمال الضفة الغربية المحتلة، الخميس الماضي، إلا حلقة من مسلسل ملاحقة عناصر الشبيبة للطلبة النشطاء الذين يعارضون سياسات السلطة في رام الله.
وقبل بضعة أيام من محاولة الاختطاف الفاشلة، نجحت أجهزة السلطة الأمنية في اعتقال الطالب يحيى نجم من أمام بوابة جامعة فلسطين التقنية- خضوري، ومن قبله الطالب نوار نواهضة، وذلك بمساعدة المنسق السابق للشبيبة الفتحاوية العنصر بجهاز المخابرات العامة حاليا الطالب "سيف. ق".
وإلى جانب الطالبين نجم ونواهضة، تواصل أجهزة أمن السلطة اعتقال مجموعة من طلبة جامعة خضوري وهم عز الدين فريحات وجعفر شحرور وأوس عواد، وكذلك الطلبة عبادة مسلم وأنس مراعبة ومحسن عليات، فضلا عن مواصلة اعتقال الطالبين في جامعة بيرزيت محمد الخطيب وعبد الرحمن حمدان، وذلك على خلفية نشاطهم النقابي.
ويعد تعاون أفراد الشبيبة في ملاحقة النشطاء الجامعيين المعارضين للسلطة بمختلف جامعات الضفة الغربية، القاسم المشترك بين جميع عمليات الاعتقال السابقة، "بعدما بات طلبة الشبيبة يلعبون دورا أمنيا بامتياز في الجامعات وسط صمت مطبق من إدارة الجامعات يصل إلى حد التواطؤ غير المباشر"، وفق ما ذكر الطالب بجامعة خضوري "حمزة. ح".
وأوضح حمزة لصحيفة "فلسطين" أن الدور الأمني للشبيبة عاد بقوة إلى وسط جامعات الضفة في الأشهر القليلة الماضية، وتحديدا بعد فوز الكتلة الإسلامية الجناح الطلابي لحركة "حماس" للمرة الرابعة على التوالي في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت بمايو/أيار الماضي، وكل ذلك في سبيل محاربة الأنشطة الطلابية والنقابية للكتلة الإسلامية.
وأشار حمزة إلى أن تدخلات الشبيبة الفتحاوية تبدأ بمحاولة عرقلة أنشطة الكتلة، ثم إرسال رسائل تهديد مبطنة وصولا إلى تقديم المساعدة المباشرة للأجهزة الأمنية بهدف اعتقال الطلبة النشطاء مثلما حدث أخيرا مع الطالب جعفر شحرور، مبينا أن الانتهاكات الأمنية تطال جميع الجامعات ولكن بنسب مختلفة.
وقبل نحو ثلاثة أشهر أصيب عدد من نشطاء الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح بمدينة نابلس شمال الضفة، بجراح متفاوتة بطعنات في الظهر والرأس جراء اعتداء أمن الجامعة وعناصر من الشبيبة عليهم بالعصي والآلات الحادة وسط الحرم الجامعي القديم.
بدوره، أكد الناشط الطلابي في جامعة النجاح "معاذ. ع" أن حملات الملاحقة والاعتقال التي تنفذها أجهزة أمن السلطة تكمن وراءها أهداف سياسية بحتة دون أي مبررات أو مسوغات قانونية، فضلاً عن هدفها الدائم المتمثل بإفساح المجال أمام الشبيبة الفتحاوية وتقييد أنشطة الأطر الطلابية المنافسة.
وقال معاذ لصحيفة "فلسطين": في الأيام القليلة الماضية تعرضت منازل عدة تعود لنشطاء في الكتلة الإسلامية لعمليات مداهمة بالإضافة إلى اقتحام سكن الطلبة ليلا وتفتيش ومصادرة أغراضهم الشخصية، مشددا على أهمية تحرك المؤسسات الحقوقية لوقف التغول الأمني على العمل الطلابي.
وصعدت أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية من حملات الاستهداف والملاحقة ضد نشطاء الكتلة الإسلامية الجناح الطلابي لحركة "حماس"، وذلك تزامنا مع حملة أخرى ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق نشطاء الكتلة في مختلف جامعات الضفة.
وتأخذ سياسة الملاحقة الأمنية لنشطاء جامعات الضفة أشكالا متعددة، تبدأ بتسليط منظار المراقبة الأمنية عليهم داخل الحرم الجامعي وخارجه، قبل أن تنتقل إلى مضايقات مباشرة عبر الاستدعاء والملاحقة وصولا إلى الاعتقال في سجون السلطة.

