أكد المتخصص في الشأن الإسرائيلي، وديع أبو نصار، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد حلًّا للقضية الفلسطينية يتمخض عنه إقامة دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967م، مشيرًا إلى أن في داخله فرحًا كبيرًا على الوضع الحالي الذي وصلت له (إسرائيل).
يأتي ذلك في أعقاب دراسة قدمها "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة "تل أبيب" بعنوان "خطة إستراتيجية للحلبة الإسرائيلية – الفلسطينية"، ركزت على تقديم خطة عمل "سياسية – أمنية" في القضية الفلسطينية، وتهدف إلى تحسين وضع (إسرائيل) الإستراتيجي ومنع التدهور في منزلق نحو واقع "الدولة الواحدة".
وقال المعهد في خطته، التي عرضها الأحد الماضي: "نهدف لإعداد الظروف لواقع الدولتين من أجل الحفاظ على (إسرائيل) ديمقراطية، يهودية، آمنة وأخلاقية"، وفق زعمه، مشيرًا إلى أن لـ(إسرائيل) مصلحة بوجود سلطة فلسطينية "تؤدي وظائفها ومستقرة ومتعاونة في دفع حل سياسي".
ومن بنود الخطة، تنقل (إسرائيل) للسلطة الفلسطينية صلاحيات أمنية في المنطقة B، تكون مشابهة لصلاحياتها في المنطقة A، وإنشاء منطقة فلسطينية واحدة فيهما تكون أساسًا للدولة الفلسطينية المستقبلية، على أن تخصص (إسرائيل) 25% من المنطقة C، لتطوير البنى التحتية ومشاريع اقتصادية لتشجيع الاقتصاد الفلسطيني.
وقال أبو نصار: "يسعى نتنياهو منذ سنوات لتحجيم القضية الفلسطينية وتكون قضية أمنية ثانوية وليست سياسية، ولن يقبل أي خطة لا من أبي مازن أو ترامب ولا غيرهما".
وبين الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن لدى نتنياهو أولويتين يركز عليهما في الوقت الحالي وهما: الملف الإيراني، والوضع الداخلي الإسرائيلي، مضيفًا: "ما عدا ذلك تفاصيل لا يهتم بها ولا تشغله".
وأشار إلى أن نتنياهو في خطابه الأخير في الأمم المتحدة ركز على الملف الإيراني ولم يتحدث إلا بجملة عن العلاقة مع العرب والفلسطينيين، موضحاً أن الفلسطينيين لدى نتنياهو ليسوا موجودين كلاعب رئيس على طاولته.
وقلل أبو نصّار، من القيمة الواقعية للخطة، متسائلاً: "من لديه القدرة على إقناع نتنياهو أو الضغط عليه؟".
وأضاف: "خلال 10 أعوام الأخيرة، طرحت أكثر من 10 خطط لإيجاد حل، بعضها طرح من أشخاص ومؤسسات محسوبة على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أو اليمين أو اليسار، ونتنياهو لم يتبنَ أية خطة".
ورأى أبو نصار أن الوضع الحالي مريح لنتنياهو، وأنه يعتقد بعدم وجود مقاومة حقيقية سوى في قطاع غزة، وبعض الاحتجاجات في الضفة الغربية، والتي يرى أن قوات الاحتلال "قادرة على التعامل معها".
وتابع: "نتنياهو يرى أن الفلسطينيين لا يشكلون تحديًا له كرئيس حكومة، ورؤيته أن هناك سلطة في غزة والضفة تعملان على إدارة الشؤون الحياتية للمواطن الفلسطيني وتعفي (إسرائيل) من المسؤولية".

