ناشد أطفال فلسطينيون أمس، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأن تساعدهم في وقف خطط سلطات الاحتلال الإسرائيلية لهدم قريتهم في الضفة الغربية المحتلة.
وحمل الأطفال لافتات عليها صور ميركل قبل زيارتها المقررة لـ(إسرائيل).
وينتظر سكان قرية الخان الأحمر البالغ عددهم 180 مع نشطاء أجانب تجمعوا في الموقع، تحرك الجرافات في أي وقت بعد انقضاء مهلة حددتها سلطات الاحتلال لسكان القرية لهدم منازلهم بأنفسهم في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ويقول فلسطينيون: إن هدم الخيام والأكواخ المصنوعة من الصفيح والخشب في القرية جزء من خطة سلطات الاحتلال لإقامة مستوطنات يهودية على شكل قوس بحيث تعزل شرق القدس عن الضفة الغربية التي احتلتها (إسرائيل) في حرب عام 1967.
وحثت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجماعات حقوقية (إسرائيل) على عدم هدم الخان الأحمر، معللة ذلك بالخطر الكبير على السكان وعلى فرص "التسوية".
وقالت منى أبو دهوك (12 عامًا): ”كل يوم لما بروح على المدرسة بخاف لا يكونوا هادينها“.
وحملت هي وعدة أطفال آخرين لافتات عليها صورة ميركل وكتبت عليها عبارات استغاثة.
ومن المقرر أن تصل ميركل إلى إسرائيل اليوم الأربعاء لإجراء محادثات مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحضور اجتماع حكومي بين وزراء إسرائيليين وألمان.
وعدَّت منظمة "العفو الدولية" أن عملية هدم قرية الخان الأحمر، والتهجير القسري لسكانها "جريمة حرب تُثب ازدراء الحكومة الإسرائيلية التام بالفلسطينيين".
وقال صالح حجازي؛ نائب مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية، في تصريح له أمس، "هذا العمل لا يتسم بالقسوة الفظيعة والظلم فحسب؛ بل إنه غير قانوني أيضًا".
وأضاف حجازي: "التهجير القسري لتجمعات خان الأحمر يمثل جريمة حرب، ويجب على (إسرائيل) أن تضع حدًّا لسياستها المتمثلة في هدم منازل الفلسطينيين، وتدمير مصادر رزقهم؛ لإفساح الطريق أمام بناء المستوطنات".
ووصف عملية هدم منازل الخان الأحمر بـ"يوم الخراب"، منبّهًا إلى أن "سكان الخان الأحمر كافحوا قرابة العشر سنوات ضد الظلم الذي تمثله عمليات الهدم هذه".
وكانت منظمة العفو الدولية ومنظمة "صوت اليهود من أجل السلام"، قد أطلقت الأحد الماضي حملة على "تويتر" استهدفت وحدة وزارة جيش الاحتلال وحملتها المسؤولة عن تنفيذ قرار الهدم.
بدوره، قال رئيس مجلس تجمع الخان الأحمر البدوي شرق القدس المحتلة، عيد أبو داهوك: إنّ اقتحام جرافات الاحتلال الإسرائيلي لخيمة التضامن مع التجمع "أمر متوقع جدًا"، مشددًا على أن هذا الاقتحام سيكون العتبة الأولى للانطلاق لكافة أراضي قرية التجمع تمهيدا لهدمها ومصادرتها.
وأوضح أبو داهوك لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن "إرهاصات" عملية الاقتحام "بدأت فعليا"، وذلك بزيادة انتشار قوات الاحتلال حول خيمة التضامن، وفتح مستوطنو مستوطنة "كفار أدوميم" لمياه الصرف الصحي باتجاه القرية.
وأضاف إن الاحتلال والمستوطنين يحاولان الضغط على سكان التجمع، والمتضامنين الفلسطينيين والأجانب، مشددا على أنّ محاولات الاحتلال ومستوطنيه في نهاية المطاف لن تفلح في ثنيهم عن صمودهم وبقائهم في القرية.
وأعرب عن خشيته من عملية اقتحام خيمة التضامن في أوقات النهار سيما وأنها الأوقات التي تقل فيها أعداد المتضامنين، مضيفا "في ساعات المساء هناك أكثر من 5 أضعاف أعداد المتضامنين في النهار، وهو ما يبعث القلق على إمكانية وقوع عملية الاقتحام"، مكملا "لكننا بمائة شخص في النهار وأقل سنتصدى لأي محاولة لاقتلاع الخان والبدء في هدمه".
وأشار أبو داهوك إلى أن سكان التجمع يعولون بشكل كبير على المتضامنين في الضفة الغربية والخارج، داعيا أبناء الشعب الفلسطيني لمساندة سكان القرية، خاصة بعد انتهاء المهلة التي أعلنتها سلطات الاحتلال لإخلاء التجمع.
وكانت محكمة الاحتلال العليا، رفضت في الخامس من الشهر المنصرم، التماس أهالي القرية ضد إخلائهم وتهجيرهم، وأقرت هدم القرية خلال أسبوع.
ويقطن في قرية الخان الأحمر نحو 200 فلسطيني، 53% في المائة منهم أطفال، و95 في المائة لاجئون مسجلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

